Berin attraktiv für künstler
٣ يونيو ٢٠٠٨اُعتبرت العاصمة الألمانية برلين لعقود من الزمن منطقة معزولة عن عالم الفن، و ذلك بسبب ما عانته جراء الحرب العالمية الثانية و من التقسيم أثناء فترة الحرب الباردة، حيث كانت المدينة نقطة التماس الساخن بين المعسكرين الشرقي والغربي.
لكن هذا الأمر مالبث أن تغير هذا الوضع بمجرد سقوط جدار برلين الشهير وإعادة توحيد ألمانيا بداية التسعينيات من القرن الماضي وبالتالي استعادة المدينة لمكانتها كعاصمة لألمانيا الموجدة.
فمنذ ذلك الحين بدأت العاصمة الألمانية تستعيد مكانتها الثقافية التي كانت تتمتع بها من قبل، حيث أصبحت تجتذب الآن موجات من تجار الفن ومنظمي الصالات الفنية وجامعي المقتنيات الفنية من كافة أنحاء العالم. وإلي جانب نيويورك وباريس ولندن صارت برلين مقصدا تجدر زيارته من قبل أولئك الباحثين عن الأعمال الفنية المعاصرة والمتابعين لتطورات مسيرة الفن.
"فقيرة لكنها جذابة"
قبل سقوط جدار برلين كان المشهد الفني الألماني يتركز في مدن ألمانيا الغربية مثل كولونيا ودوسلدورف وكاسل . وفي الحقيقة فإن بلدية برلين الواقعة في شرق ألمانيا لا تزال تعاني من مشاكل اقتصادية بسبب قلة وجود الصناعات فيها وما تتطلبه عملية توحيد شطري المدينة من تكاليف، إلا أن عمدة المدينة كلاوس فوفيرايت يحاول أن يقلل من وطأة مشهد الفقر ولو على الأقل على قلوب ونفوس سكان الأحياء الفقيرة، وذلك من خلال رفعه شعار لبرلين يقول: "فقيرة ولكنها جذابة".
قبلة للفنانين من كل أصقاع العالم
وشهدت المدينة على مدى السنوات الثماني الماضية افتتاح مئات الصالات الفنية الجديدة. وفي الحقيقة فإن برلين أصبحت جذابة لقطاع واسع من الفنانين والمثقفين ليس من ألمانيا وأوروبا فحسب بل من كل أصقاع العالم. ويتقاطر الفنانون على العاصمة الألمانية من كل القارات مدفوعين بأسلوب الحياة الليبرالي السهل وانتشار الشقق الصغيرة منخفضة الإيجار فيها.
وتتكاثر الصالات الفنية في منطقة برلين- ميتا بوسط المدينة وأحياء شارلوتنبرغ وكرويتسبرغ وبرنسلاور بيرغ المجاورة لها. وحتى تجار الأعمال الفنية أخذو ينتقلون من منطقة كولونيا غرب ألمانيا إلى برلين. وكان من بين هؤلاء أولريش فيدلر ومايكل فيرنر. ويقول الأخير: " لم يعد زبائننا يأتون إلى كولونيا".
صالات عروض فنية مميزة
وافتتح رينهارد اوناش، وهو سمسار عقارات ثري شغوف بالفن، صالته الخاصة العام الماضي في موقع متميز لا يبعد كثيرا عن متحف نقطة تفتيش تشارلي وسط برلين. وتقول مديرة الصالة الفنية سوزان لينز لقد بدأ أوناش بعرض أعمال فنانين موهوبين مثل جورج بريخت وموريس لويس وكينيث نولاند وشتيفان فيفركا وجاسون رودس وبيرند كوبرلين وروبرتو ماتا. وعلى النقيض من غالبية أصحاب الصالات فإن أوناش لم يبع أبدا أيا من قطع المجموعة الضخمة التي جمعها عبر السنين. ويقال أن لديه الآن ما يربو على ألف لوحة زيتية وتمثال ورسومات عالمية قيمة غالبيتها لفنانين من جيله.