"غياب المعارضة الموحدة في سوريا سيزيد من صعوبة إسقاط النظام"
١٨ يوليو ٢٠١١فيما احتفلت الدولة السورية وأجهزة إعلامها مساء يوم أمس بالذكرى الحادية عشرة لتولي بشار الأسد السلطة خلفا لأبيه حافظ الأسد، شهدت مدينة حمص اشتباكات بين السكان يمكن أن تكون مؤشرا إلى وقوع أول حالة اقتتال داخلي منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد في مارس/ آذار الماضي.
رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار اليوم إلى أن الاشتباكات بين موالين ومعارضين لنظام الأسد بدأت بعد ظهر يوم السبت الماضي بعد مقتل ثلاثة شبان مؤيدين للنظام كانوا قد خطفوا الأسبوع الماضي وأعيدت أشلاؤهم إلى ذويهم.
وفي حديث مع دويتشه فيله أكد الصحفي الألماني البريشت ميتسغير أن "احتمالات تطور الوضع في سوريا إلى حرب أهلية واردة ، فالمشكلة تكمن في سيطرة أفراد ينتمون إلى الطائفة العلوية على السلطة منذ 40 عاما، والسنة يطالبون بمشاركة أوسع ، من هنا فقد سقط أكثر من ألف قتيل منذ بدأ الاحتجاجات والوضع مرشح لمزيد من العنف".
وقد دأبت الحكومة السورية على التأكيد بأن "جماعات مسلحة ذات توجهات إسلامية هي التي تقف وراء التظاهرات"، متهمة إياها بـ"استخدام العنف وقتل أكثر من 500 من عناصر الأمن والجيش".
الخلاف بين المتظاهرين : دم وقعقة سلاح
وشهد الشهر الماضي حراكا سياسيا في أوساط المعارضة السورية، لكن الحراك سرعان ما افرز تشتتا في الموقف وعدم توافق ظهر بشكل خاص بين معارضي النظام الذين عقدوا مؤتمرا في دمشق وبين معارضيه المقيمين في الخارج والذين عقدوا ثلاثة اجتماعات في تركيا وآخر في بروكسل.
ويرى المراقبون ان هذا الاختلاف والتشتت يصب في مصلحة السلطة، والى ذلك ذهب الصحفي البريشت ميتسغير مشيرا إلى النظام السوري يستفيد من هذا الاختلاف "وطالما حذر الرئيس بشار الأسد من ذلك مشيرا إلى أن غياب النظام يعني الفوضى، بمعنى أننا نوفر الاستقرار وبدوننا توجد الفوضى والقتل وعدم الاستقرار، لذا فإن بعض السوريين يقولون اليوم أن وجود النظام هو خير من البديل وخير من التغيير".
ويبدو أن خيارات المعارضة الساعية إلى إسقاط نظام الأسد بدأت تضيق في الوقت الحاضر بعد أن ظهرت على السطح بوادر الخلاف بينها، وهو ما دفع بعض الأصوات المؤيدة للأسد إلى إثارة أسئلة من قبيل كيف يمكن أن تسقط المعارضة النظام وهي تعيش هذه الخلافات؟
البريشت ميتسغير لاحظ هذا التطور وأشار إلى "أن غياب المعارضة الموحدة سيزيد من صعوبة إسقاط النظام، لكن هذا لا ينفي أن النظام يعيش مأزقا خطيرا اليوم، لأنه يستخدم القوة والعنف لإسكات وقمع التظاهرات" وهذا في المحصلة يضع النظام في مواجهة مفتوحة مع المعارضة تضع صدقية ما يقوله بشأن الاستقرار والتفاف السوريين حول قيادتهم على المحك.
الموقف الأوروبي
وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المجتمعون في بروكسيل قالوا اليوم الاثنين (18.07.2011)ان الاتحاد يمكن ان يشدد العقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد خلال أيام لتعالي الأصوات المطالبة بالديموقراطية داخل سوريا.
ونقلت وكالة أنباء رويترز عن وزير خارجية النمسا مايكل شبيندليجر القول بأنه "على الرغم من أن فرض مزيد من العقوبات لن يحدث اليوم إلا أن تشديد العقوبات في المستقبل يجب ان يظل حاضرا في الاذهان".
و يرى الصحفي البريشت ميتسغير أن " موقف الأوروبيين مما يجري في سوريا صعب، وفي الحقيقة فان أوروبا لا تملك نفوذا في هذا البلد رغم العقوبات التي تمارسها دول الاتحاد، فالنظام متماسك، والمعارضة مشتتة، ويمكن أن تدعم اوروبا المعارضة ولكن هذا لن يؤثر على النظام بشكل ملحوظ".
ملهم الملائكة
مراجعة: هبة الله إسماعيل