عندما يستعين غوارديولا بالوجوه الشابة..!

أنهى فريق بايرن ميونيخ دور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا بنجاح محتلا صدارة المجموعة الخامسة بعد خمس انتصارات في ست مباريات، كان آخرها مباراته أمام سيسكا موسكو مساء الأربعاء (10 من ديسمبر/كانون الأول 2014)، والتي فاز فيها بثلاثة أهداف نظيفة تاركا منافسه الروسي في قاع الترتيب مودعا المنافسات الأوروبية.

بالنسبة للإعلام الألماني كان المخضرم باستيان شفاينشتايغر نجم المساء بدون منازع، فقد أدلى بحوار تلو الآخر لمدة أربعين دقيقة متواصلة. وشارك اللاعب البافاري أساسيا للمرة الأولى على ملعب "آليانس أرينا" منذ الهزيمة المريرة التي تعرض لها بايرن أمام ريال مدريد (0-4) في أبريل/ نيسان الماضي في الدور نصف النهائي لدوري الأبطال، قبل أن يطيح النادي الملكي بأتيلتكو مدريد في النهائي ويفوز باللقب.

وقطع شفاينشتايغر في مباراة سيسكا موسكو مسافة 11,76 كيلومتر، وصنع الهدف الثاني الذي أحرزه سيباستيان روده في الدقيقة 84، وعقب المباراة أعرب عن سعادته البالغة لأنه "نجح هذا العام في العودة إلى اللعب."

وفي حديثه للصحفيين أشاد شفاينشتايغر بأداء باقي اللاعبين وقال إنهم "لعبوا بنجاعة في مباراة بطراز دوري الأبطال". وهو يقصد بذلك الوجوه الشابة التي أشركها المدرب بيب غوارديولا مساء الأربعاء، وهم جيانلوكا غاودينو وبيير- إميل هويبيرغ وميتشل فايزر، مع إبقاء تشابي ألونسو وآرين روبن على مقاعد البدلاء، في مباراة كانت "تحصيل حاصل" بعد أن ضمن الفريق التأهل مبكرا إلى دور الستة عشر قبل جولتين من ختام دور المجموعات.

وجوه جديدة

وكحال شفاينشتايغر لم يلعب جيانلوكا غاودينو البالغ من العمر 18 عاما منذ فترة طويلة على عشب "آليانس أرينا". علما بأنه ابن اللاعب الألماني السابق ماوريتسيو غاودينو. وقد شارك جيانلوكا في مباراة الافتتاح هذا الموسم ضد فولفسبورغ، والتي فاز فيها بايرن بهدفين مقابل هدف. واعتقد حينها الجميع أنه سيكون لهذا الشاب شأن في الموسم الحالي، لكن، لا أحد شاهده بعد ذلك مع البافاري، ليلعب فقط مع منتخب الشباب تحت سن التاسعة عشر عاما.

ترك غوارديولا غاودينو إلى الدقيقة 73 قبل أن يستبدله بميتشل فايزر، العشريني، القادم من فريق كولونيا. وعلى مقاعد البدلاء أخذ زينان كورت مكانه، وهو القادم من فريق مونشنغلادباخ مقابل 1,5 مليون يورو. وعكس جيل توماس مولر وشفاينشتايغر وفليب لام، على هؤلاء الشباب إبراز وجودهم وهم يلعبون أمام أسماء رنانة، وهو ما قد يؤثر على ثقتهم بذاتهم ويجعلهم دائما أمام مقارنة غير عادلة. وتجرنا مباراة أمس إلى السؤال حول ما إذا كان غوارديولا قد فتح الباب للوجوه الشابة عبر بوابة سيسكا موسكو، أم أنها حركة اضطرارية تهدف إلى إمداد نجومه الكبار باستراحة قبل مواجهة السبت بين البافاري المتصدر وأوغسبورغ صاحب المركز الثالث في منافسات المرحلة 15 من الدوري المحلي (بوندسليغا).

مباراة أوغسبورغ

بالنسبة للمحلل الرياضي كريستوف لايشفيتس في تعليق صدر عنه في موقع "شبيغل أونلاين" اليوم الخميس، "من الصعب جدا أن تنجح المواهب في شق طريقها في ميونيخ وإبراز ذاتها". وبالنسبة للدولي الدنماركي بيير-إميل هويبيرغ الذي كان يعتقد الكثيرون أنه سيكون خلفا لشفاينشتايغر في خط الدفاع، هناك إجماع حاليا أن مباراة الأربعاء ربما تكون الأخيرة بالنسبة له، خاصة وأنه جاهر أكثر من مرة برغبته في الرحيل موضحا: "أنا لست غاضبا من البايرن ولست حزينا بسبب المدرب أو الطاقم وإنما أريد اللعب فقط." أما ثقة غوارديولا فيتمتع بها سيباستيان روده الذي لديه خبرة لا بأس بها في الدوري الألماني، وبالطبع سيلعب أمام أوغسبورغ، فمباراة أوغسبورغ أهم بكثير من مباراة سيسكا موسكو.