عشية الانتخابات .. عون يدعو اللبنانيين لثورة من نوع خاص
١٤ مايو ٢٠٢٢دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون اللبنانيين للثورة وراء العازل الانتخابي والمحاسبة في صندوق الاقتراع، وذلك في رسالة وجهها إلى اللبنانيين عشية الانتخابات النيابية التي تنطلق صباح الأحد (15 مايو/ أيار 2022).
ودعا عون في رسالته عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة مساء السبت، إلى "الثورة وراء العازل، على المال الانتخابي"، قائلاً "كونوا أحراراً، خلف العازل لدقائق، فتربحوا وطنكم وتعيشوا فيه أحراراً، وبكرامتكم طوال حياتكم".
واعتبر الرئيس اللبناني أنه "حانت لحظة المحاسبة، ولحظة تحديد الخيارات. والمحاسبة تكون دائماً في صندوق الاقتراع"، مشيراً إلى "أنَّ مسؤوليتكم كبيرة اليوم، كي لا يتوقّف مسار تفكيك منظومة الفساد المركّبة، التي تحكّمت بمفاصل البلد على مدى عقود، وتحاسبوا الفاسدين والسارقين".
واعتبر عون "أنَّ ثورة صندوق الاقتراع هي أنظف ثورة وأصدقها"، قائلاً "ثوروا على كلِّ من يعتبركم مجرّد سلعة! ثوروا على الابتزاز السياسي! ثوروا على الانحطاط الأخلاقي وفقدان القيم! ثوروا على الارتهان للخارج! ثوروا على من سرق أموالكم وودائعكم! ثوروا على من عرقل، ولمّا يزل، كلَّ خطوة بمقدورها أن تحمي ما تبقَّى من حقوقكم أو تفضح السارقين! ثوروا على من يحرِّض ويبتغي الفتنة وربّما حرباً أهليَّة!"
وعن موضوع اللاجئين، أكّد عون "أن حق الشعب اللبناني هو أولوية، ووطننا لم يعد قادراً على تحمّل أعباء اللجوء والنزوح، ونرفض كل شكل من أشكال الدمج والتوطين"، مضيفاً "لا يمكن لأحد أن يأخذ توقيعي إلا على عودة آمنة للاجئين والنازحين إلى بلادهم".
وكانت أولى مراحل الانتخابات النيابية قد أنجزت في السادس من مايو/ أيار الحالي، حيث اقترع اللبنانيون المقيمون في الدول التي تعتمد يوم الجمعة يوم عطلة. كما تم إنجاز المرحلة الثانية في الثامن من الشهر، حيث اقترع اللبنانيون المقيمون في باقي الدول الأجنبية.
وسيذهب اللبنانيون المقيمون على الأراضي اللبنانية غدا الأحد إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات النيابية.
وركّزت الحملات الانتخابية كافة في الأسابيع الماضية على الدعوة للمشاركة الكثيفة في الاستحقاق الانتخابي، وسط تخوف من مقاطعة عدد من اللبنانيين الاستحقاق الانتخابي.
استعدادات أمنية وعسكرية
وأعلن وزير الدفاع الوطني اللبناني موريس سليم، أمس الجمعة، أن الجيش سينتشر بداية من السبت في أرجاء البلاد كافة، لتأمين حسن سير الانتخابات النيابية والمحافظة على الأمن. وأشار إلى أن الجيش يشرف "على عمل وحداته من خلال غرفة عمليات مركزية في قيادة الجيش وغرف عمليات فرعية في كل من قيادات المناطق العسكرية الخمس".
من جهة ثانية ترأس وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعا أمنيا، الجمعة، حضره ضباط من الأجهزة الأمنية والعسكرية، لتنسيق الخطوات العملية على الارض خلال فترة الانتخابات النيابية.
وتأتي الانتخابات بعد أقل من عامين على انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة المئات بين قتلى وجرحى وخلف دماراً كبيراً وفي ظل أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. الأرقام مدمرة: فقد فقدت العملة أكثر من 90% من قيمتها. ووصل التضخم لأكثر من 200%. ويعيش أكثر من ثلاثة أرباع السكان في فقر.
بالنسبة لكثيرين أصبحت الحياة اليومية عذاباً وصراعاً من أجل البقاء. هناك على سبيل المثال نقص في إمدادات الطاقة. العديد من المنازل في لبنان لا تحصل على الكهرباء إلا لبضع ساعات في اليوم، هذا إن وجدت. يمكن أيضاً أن تنقطع إمدادات المياه في أي وقت. تتراكم القمامة في الشوارع. والإنترنت ينقطع باستمرار. لبنان مثال لبلد ينهار ببطء.
خ.س/ص.ش (د ب أ)