بعد أزمة غير مسبوقة.. عودة سفيرا الرياض والكويت إلى بيروت
٨ أبريل ٢٠٢٢وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي اليوم الجمعة (الثامن من إبريل/نيسان 2022) كل من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، والكويت عبد العال سليمان القناعي. كما عاد سفير اليمن، حسب ما أوردت وكالة فرانس برس.
وكانت الرياض قد أعلنت مساء الخميس عودة سفيرها بناء على ما اعتبرته "استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان" والتزام الحكومة اللبنانية "بوقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي"، في إشارة إلى حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، المدعومة من ايران، وتتهمها السعودية بالسيطرة على مفاصل الدولة اللبنانية.
ورحب الحكومة اللبنانية بعودة السفراء، وثمن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في تغريدة على موقعه على "تويتر" أمس الخميس قرار المملكة العربية السعودية عودة سفيرها الى لبنان"، مؤكّداً أن "لبنان يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج التي كانت وستبقى السند والعضد".
وبدأت الأزمة الدبلوماسية نهاية تشرين الأول/أكتوبر على خلفية تصريحات لوزير الإعلام في حينه جورج قرداحي ، سجلت قبل توليه مهامه، وقال فيها إنّ المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" في إشارة إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، وهو صراع يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
واستدعت السعودية إثرها سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. وتضامناً مع الرياض، أقدمت البحرين والكويت على الخطوة ذاتها، وسحبت الإمارات دبلوماسييها وقررت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان. وقررت السلطات الكويتية لاحقاً "التشدد" في منح تأشيرات للبنانيين.
واستقال قرداحي في كانون الأول/ديسمبر، إلا أن ذلك لم يحل الأزمة، التي اعتبرت الرياض أنها تتجاوز تصريحات قرداحي وتكمن في هيمنة حزب الله على الواقع السياسي في لبنان.
ويدعم حزب الله طهران في صراعها الإقليمي على النفوذ مع دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، والتي تقول إن الجماعة تساعد حركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران ضد التحالف بقيادة السعودية.
وجاءت القطيعة الخليجية في وقت يحتاج لبنان، الذي يتخبط في انهيار اقتصادي منذ أكثر من عامين، إلى مساعدة دولية ملحة خصوصاً من دول الخليج للخروج من أزمته المالية والسياسية.
وتزامن قرار عودة السفيرين الخميس مع إعلان صندوق النقد الدولي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار لمساعدة البلاد على الخروج من الانهيار الاقتصادي.
وكانت السعودية ودول الخليج الثرية يوما من الدول المانحة السخية للبنان، لكن العلاقات توترت لسنوات بسبب تنامي نفوذ جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
ع.ج.م/ع.أ.ج (أ ف ب، رويترز، د ب أ)