عام على انتحار إنكه ـ لا يمكن ترك اللاعبين دون رعاية!
١٠ نوفمبر ٢٠١٠يحيي أصدقاء ومحبو روبرت إنكه حارس مرمى نادي هانوفر ومنتخب ألمانيا السابق اليوم الأربعاء ( 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010) ذكرى مرور عام على وفاته. وكان روبرت إنكه (32) عاما قد لازمته لفترة حالة اكتئاب بسبب ظروف صحية ونفسيه تعرض لها فألقى بنفسه أمام قطار في هانوفر في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي فلقي مصرعه في الحال. وبعد وفاته أقيم له في ملعب هانوفر أكبر حفل تأبين لشخصية رياضية في تاريخ ألمانيا حتى الآن. تسبب انتحار إنكه في حدوث حالة حزن عام في ألمانيا، وألقى بظلاله على الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون بسبب المنافسة في البطولات المختلفة.
المنافسة لا ترحم
في عالم الاحتراف، وفي دنيا كرة القدم تحديدا، يعاني اللاعبون من ضغوط قوية لا يمكن وصفها. فالتنافس في البطولات على الأهداف والنقاط والألقاب، وحتى على المال، لا يرحم. كما أظهرت حادثة انتحار روبرت إنكه، قبل عام، أن هناك لاعبين لا يستطيعون التغلب على كل هذه الضغوط. ويقول توماس إرنست حارس المرمى السابق والمدير الرياضي لنادي بوخوم حاليا "في بعض المواقف يتعرض اللاعبون في الملعب لصفير الجماهير وسبابهم ويحدث أحيانا أن يعجز لاعبون عن التغلب على هذه المواقف".
ويضيف توماس إرنست بأن خبرته الطويلة في الملاعب أظهرت له أن اللاعبين لا يستطيعون الفصل بسهولة بين حياتهم العادية وما يتعرضون لهم من استهجان جماهيرهم وهتافات هؤلاء الاحتجاجية. وتزداد المسألة صعوبة إذا كان الفريق في وضع حرج، كأن يكون معرضا للهبوط أو الخروج من بطولة ما فتتراكم لدى اللاعب مشاعر تؤرقه.
جمعية اللاعبين المحترفين تعرض تقديم المساعدة
ويؤكد توماس جراو المحلل النفسي الذي يقدم الاستشارة لعدد من لاعبي الكرة الألمان أن روبرت إنكه ليس هو اللاعب الوحيد الذي عانى ضغوطا نفسية بسبب الخوف على مسيرته الاحترافية ومسيرة فريقه؛ لكن هناك العديد من النجوم الذين "تعلموا أن كتم مشاعر معينة لديهم وحجبها عن الآخرين جزء من عملهم ومسيرتهم الكروية، لذلك فلا يذهبون لسؤال أحد عن حلول لما يتعرضون له".
وتحاول جمعية اللاعبين المحترفين في ألمانيا تقديم يد العون لهؤلاء وتعرض الجمعية على نقابة لاعبي كرة القدم تقديم الاستشارات الشخصية للاعبين بوسائل عدة من بينها لقاء اللاعب في مكان تواجده، أو الحديث معه من خلال البريد الإلكتروني أو من خلال الهاتف. وتؤكد الجمعية أن الحفاظ على أسرار اللاعب هي في المقام الأول بالنسبة لأولوياتها.
لكن توماس إرنست يؤكد أنه على الرغم من أن انتحار روبرت إنكه سبب نوعا من الانتباه لدى الأندية الألمانية للكشف على الحالة النفسية للاعبيها إلا أن المسألة لم يتغير فيها شيء. من جهته خلص توماس جراو إلى أنه "لن يأتي لاعب ليعلن أنه يعاني من أعباء وضغوط نتيجة المنافسات المختلفة" ويضيف "لو حدث ذلك فستكون مفاجأة لي".
كلاوس دويزه/ صلاح شرارة
مراجعة: أحمد حسو