محطات مظلمة طبعت مسيرة اللاعب الراحل روبرت إنكه
١٢ نوفمبر ٢٠٠٩" للأسف، الأخيار هم أول من يغادروننا"، كان هذا هو ما كتبه الصحفي الألماني فرانك ناغليه في صحيفة كولنر شتات أنتسايغر الصادرة في مدينة كولونيا، تعقيباً على خبر وفاة حارس مرمى هانوفر وحارس مرمى المنتخب الألماني لكرة القدم روبرت إنكه. وهكذا بالفعل كان ينظر إلى روبرت إنكه، حارس المرمى المعروف بهدوئه المتميز وطيبة أخلاقه وتواضعه، فهو الذي صرح "أنه لن يذكر يوما، أن مستوى حارس ما أقل منه". وجاء ذلك عندما كانت المنافسة على أشدها بينه وبين رينه أدلر حارس مرمى باير ليفركوزن، حول من سيصبح حارس المرمى رقم واحد في صفوف المنتخب الألماني. وكان وقع الصدمة شديدا داخل ألمانيا وخارجها، بعد الإعلان عن نبأ وفاته مساء الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني، وعمره لم يتجاوز 32 عاما. واتضح فيما بعد أن وفاته كانت انتحاراً، خطط له إنكه واختار نقطة تقاطع قطارات بالقرب من هانوفر لتكون مسرحا له.
حياة تراجيدية
ومن يقتفي آثار روبرت إنكه، يجد أن مسيرته الكروية أشبه بالقصص التراجيدية الرومانية. وكانت بدايتها في مدينة يينا شرقي ألمانيا ضمن صفوف فريق كارل سايز يينا كلاعب خط وسط، ثم تحول بعد ذلك إلى حارس مرمى مع ذات الفريق، ومن يينا انتقل روبرت إنكه إلى نادي بروسيا مونشانغلادبخ.
إلا أن إنكه حظي بالشهرة بعد انضمامه إلى الفريق البرتغالي بنيفيكا لشبونة، حيث برز نجمه كحارس متميز، شد إليه انتباه الفرق الكبرى من حجم برشلونة الإسباني الذي تعاقد معه في عام 2002. لكنه، مني في صفوفه بأكبر انتكاسة واجهته في مسيرته الكروية، إذ لم يشارك طيلة العامين اللذين لعب فيهما مع برشلونة سوى في مباراة واحدة.
تتابع المحطات المظلمة
ولم تكن برشلونة سوى أولى المحطات المظلمة في مسيرة إنكه، الذي توجه إلى اسطنبول للعب في صفوف فنيربخشه بقيادة المدرب الألماني كريستوفر داوم آنذاك، إلا أنه لم يحصد هناك سوى غضبَ المشجعين، خصوصا وأن أول مباراة خاضها مع الفريق انتهت بالهزيمة.
بعدها، فضل اللاعب الراحل ترك الفريق وترك الملاعب، التي عاد إليها خريف عام 2004 بعد تعاقده مع فريق الدرجة الثانية في الدوري الإسباني اس.دي.تينيرفا. وذلك قبل أن يعود عام 2006 مرة أخرى إلى ألمانيا وإلى صفوف البوندسليغا عبر التعاقد مع فريق هانوفر 96. وبعد سنتين قضاهما في هانوفر، شاءت الأقدار أن يفقد طفلته الوحيدة والتي كان عمرها سنتين، والتي كان يصفها إنكه قائلاً: "بوجودها اكتشف معنى لحياته وهو الشيء الذي لم تمده إياه كرة القدم".
تراجع حظوظه
واشتدت معاناة روبرت إنكه عندما تقلصت حظوظه في الترشح لمشاركة المنتخب الألماني في كأس العالم لكرة القدم عام 2010 في جنوب إفريقيا، بعد تخلفه عن المباراتين الدوليتين أمام روسيا وأدربجان بسبب إصابته بفيروس غامض. ورغم أن روبرت إنكه رشح عام 1999 ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب الألماني في بطولة كأس القارات التي أقيمت في مكسيكو، إلا أن رصيده من المباريات الدولية لم يتجاوز ثمان مباريات، في حين أنه خاض ومنذ 24 يوليو 2004 ستة وتسعين مباراة مع فريق هانوفر.
بعض تصريحات نجوم الكرة الألمانية عقب الإعلان عن وفاة روبرت إنكه:
القيصر بيكان باور: "أنا حزين جدا، فعندما يتلقى المرء خبرا كهذا، فإن مشاكله تصبح تافهة"
لوتر ماتيوس: "إنها صدمة قوية. وإقدامه على الانتحار يجعل الأمر أكثر مأساوية، كنا نعتقد أن روبرت إنكه وبتبنيه طفلته ليلى قد نجح في اجتاز فاجعة فقدان ابنته".
رئيس الإتحاد الألماني لكرة القدم تيوتسفانسيغر: "نحن تحت وقعة الصدمة، ونشعر بحزن عميق. وتعازينا القلبية إلى أسرة الفقيد".
ميشائل بلاك كابتن المنتخب: "نشعر بصدمة وحزن عميقين. إنها لفاجعة".
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: سمر كرم