طهران تصعّد لهجتها قبل بدء اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة الذرية
٥ مارس ٢٠٠٦تبدأ اليوم الاثنين 06 مارس/آذار في العاصمة النمساوية فيينا اجتماعات مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لبحث آخر تطورات أزمة الملف النووي الإيراني. وستشكل هذه الاجتماعات تمهيدا لإحالة هذا الملف إلى مجلس الأمن الدولي الذي سيهدد على الأرجح بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على طهران. ويعزز من هذا الاعتقاد فشل آخر الاجتماعات التي عقدت يوم الجمعة الماضي بين طهران ودول الترويكا، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التي تتولى التفاوض مع الجانب الإيراني بشأن ملفها النووي.
سلاح النفط
وعشية اجتماعات مجلس الحكام أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي إن الأبحاث النووية الإيرانية ستستمر رغم التهديدات وحملات الدعاية والترهيب على حد قوله. وأضاف "على الغرب ألا يرتكب خطأ الاعتقاد أن بلاده تسعى للتفاوض حول هذه الأبحاث مضيفا أن لها حقوقها وعلى الغربيين قبولها. وتابع إن الأنشطة الإيرانية يمكن أن تثير القلق إذا كانت سرية، لكنها تتم بشفافية وتحت كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولوح كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني في مؤتمر صحفي له بالعاصمة طهران بإمكانية لجوء بلاده إلى استخدام النفط كسلاح في حال تعرضها لمزيد من الضغوط. كما حذر من أنها ستقوم بتوسيع عمليات تخصيب اليورانيوم إذا ما تمت إحالة ملفها إلى مجلس الأمن الدولي.
تشدد غربي وراءه مخاوف
سبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعم من واشنطن والاتحاد الأوروبي أن طلبت من إيران قبل شهر من الآن وقف أنشطتها بالكامل في مجال تخصيب اليورانيوم. غير أن طهران أصرت على ستمرار عملية التخصيب على نطاق ضيق من أجل البحث العلمي كما ذكر قادتها. لكن الغرب يرفض قيامها بإحراز أي تقدم على هذا الصعيد خوفا من قيامها بتصنيع حشوات يمكن أن تستخدم لإنتاج سلاح نووي.
على صعيد آخر استبعد دبلوماسيين في فيينا صدور قرار جديد عن الدول الـ 35 الاعضاء في الوكالة خلال الاجتماع الذي قد ينتهي الاربعاء القادم سبب عدم وجود توافق عليه بين الغربيين من جهة والروس والصينيين والهنود من جهة ثانية. وقال متحدث باسم الوكالة بيتر ريكوود "سيدرس مجلس الحكام التقرير الاخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي والذي سيحال بعدها بشكل تلقائي على مجلس الامن". وأعرب البرادعي في التقرير الذي صدر الاثنين الماضي عن قلقه من المسائل التي لم تجد حلا لها بعد دون ان يذهب الى حد اتهام ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي.
شيراك يتهم
على صعيد آخر أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك من العاصمة السعودية الرياض أن اليد التي تساعد على التوصل إلى حل ما تزال ممدودة باتجاه طهران كي تفي بالتزاماتها المتعلقة بوقف النشاطات النووية الحساسة. وأضاف شيراك إن صوت العقل الذي ترغب دول الترويكا اسماعه لم يلق آذانا صاغية حتى الآن. وترى الولايات المتحدة في اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمهيدا للاجتماع الذي سيعقد تلقائيا مجلس الامن الدولي بعد ذلك. وهو أمر تسعى إليه واشنطن منذ أشهر بهدف اتخاذ مزيد من التشدد إزاء طهران. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية السبت ان الولايات المتحدة تريد اقناع مجلس الامن الدولي بان يحدد لايران مهلة 30 يوما لكي توقف برنامجها النووي. وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان فرض عقوبات سريعة على طهران ليس على جدول الاعمال. لكنها أضافت بأن على مجلس الأمن الدولي مناقشة المراحل المقبلة بشكل جدي بعد التقرير المقدم إلى مجلس حكام وكالة الطاقة الدولية.
دويتشه فيله + وكالات