Lecker! Das erste Kochmagazin für den Mann
٢٤ أكتوبر ٢٠٠٩الرسالة التي تريد مجلة "بيف BEEF" إيصالها هي أن: "النساء يطبخن لأنه يتوجب عليهن ذلك، بعكس الرجال الذين يمارسون الطبخ كهواية بمحض رغبتهم". ويتبع الرجال في الطهي أسلوبا مغايرا للنساء تماما، وكيفما كانت طريقة الرجل في الطبخ وسيان ما إذا كان الرجل يقلي أو يشوي فإن صفة الذكورة تكون حاضرة دائماً. فالرجل لا يركز على سرعة تحضير الوجبة أو كونها صحية، بل على لذة الطعام. وعندما يطبخ الرجل فإنه يفعل ذلك عن رغبة صادقة، بعكس النساء الذين يكن مجبرات في الغالب على ممارسة الطهي، لذا فهن محكومات بعامل الوقت وبمراعاة ما إذا كان الأكل صحيا وإذا ما كان يلقى إقبالا لدى الأطفال.
"وجبات للرجال فقط"
تحت هذا العنوان، قدمت مجلة "بيف" في عددها الأول وجبة من خمسة أطباق خاصة بالرجال وحدهم، يبدأ الطبق الأول فاتح الشهية بعجينة لحم الغزلان بصوص الورد البري والسلطة الخضراء. أما الطبق الثاني فهو مكون من حساء العدس الأسود المضاف إليها سرطان البحر بالإضافة إلى عجائن الاشبتسله الألمانية الشهيرة. ويتكون الطبق الرئيسي والثالث من السمك المفلطح الأبيض مع البرتقال والفودكا والكراث. وتنتهي هذه الوجبة الدسمة بكريمة الجبن البافاري والسلطة المصنوعة من العنب الأبيض والنعناع.
ويمكن طلب مكونات تلك الوصفات مباشرة عبر شبكة الانترنت مقابل 650 يورو، وهو مبلغ ليس بالزهيد، لكن هذه الإمكانية تعفي الرجال من مشقة التسوق. وبإمكان النساء بالطبع إعداد هذه الوجبات، لكن على الأرجح أن عروض "بيف" تجذب انتباه الرجال فقط. ويسارع مدير تحرير المجلة يان شبيلهاغن إلى طمأنة الرجال بقوله "إن إعداد هذه الوجبات لا يتطلب دائما وقتا طويلا، فذلك لا يستغرق أكثر من الوقت الذي قد يجلسه أحدهم داخل الطائرة بهدف السفر إلى مدينة معينة لحضور المباراة نصف النهائية في كأس أوروبا."
أسلوب ومذاق النساء مختلف
اختيار اسم "بيف"، ومعناها حرفياً اللحم البقري، على المجلة الرجالية لفنون الطبخ، يفهم منه أنها لا تحتوي على وجبات نباتية، وهذا صحيح إلى حد ما، فالمراد هو تقديم وجبات تلقى تقليديا إقبالا واسعا لدى الرجال، بعكس الخضروات التي تفضلها النساء عادة. والرجال يرغبون دائما في تناول اللحم وطريقة إعداده تبقى مسألة ثانوية بالنسبة إليهم.
إلا أن أندرياس تايله الذي يعشق الطبخ ويواظب منذ سنوات على إعداد ما لذ وطاب لزوجته لا يرى أن "بيف" تحمل طابعا جديدا أو مميزا خاص بالرجال، وهو وصل إلى هذا الحكم بعد قراءته كافة صفحات المجلة البالغ عددها 172 صفحة. وبحسب رأيه فإن هذه المجلة فائضة عن الحاجة، فالسوق يغص بالمجلات التي تعرض مضموناً مشابهاً لما تحويه صفحات "بيف". إن هذه المجلة تحتوي على أرقام تلفونات وعناوين متنوعة بالفعل: مطعم في العاصمة الصينية بكين يقدم وجبة متنوعة هي خليط من الأعضاء التناسلية الذكرية للأغنام والثيران والحصين، وآخر في بيرو بأمريكا الجنوبية يقدم وجبة تعتمد على لحم السنجاب. وبالنسبة إلى أندرياس فإن هذه المعلومات وخلافها لا تمثل أمرا مثيرا للاهتمام.
هل يمر الطريق إلى قلب المرأة بمعدتها؟
هذا سؤال مثير للجدل إلى أقصى حد طرحته مجلة "بيف". وبعيدا عن الهزل يرى مدير تحريرها أن "اختراق الرجل لعوالم تعتبر من الناحية الكلاسيكية حكراً على المرأة يربكها، لكن بشكل إيجابي". إن إجابة "بيف" على هذا السؤال يمكن أن تثير الضحك أو حتى السخرية، فلا ابتكار فيها ولا جديد، فالتناغم بين طرفين -أي الرجل والمرأة- لا علاقة له بلحم الماعز أو الخنزير المبهر كما ترى المجلة، بل بالتوافق المبدئي بين طبيعة كل منهما.
الكاتب: كلاوس دوسه/ نهلة طاهر
مراجعة: سمر كرم