"ترامب يعيد أخطاء أوباما وبوش في الشرق الأوسط"
٢٢ سبتمبر ٢٠١٧وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي مع إيران بالـ"العار" على بلاده، واصفاً إيران بـ"القاتلة"، وذلك في الكلمة التي ألقاها أمام جلسة أعمال بالدورة 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال الرئيس الأمريكي في تصريحاته: "حكومة إيران حولت مقدرات البلاد لدعم جماعات إرهابية وزعزعة استقرار دول مجاورة، عوضاً عن تسخير هذه المقدرات في صالح الشعب الإيراني، الذي يريد التغيير".
تصريحات ترامب هذه لقيت صدى واسعاً في الصحف الألمانية. حيث كتبت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو":
"سبق وأن شاهدنا هذا من قبل. الرئيس الأمريكي يستخدم منصة الأمم المتحدة لكي يحضّر المجتمع الدولي لحرب ليس مقتنعاً بها سوى هو ودائرة صغيرة من مستشاريه. شاهدنا شيئاً مماثلاً في خريف عام 2002، عندما هدد جورج بوش الابن الزعيم العراقي صدام حسين. وبعد عدة أشهر من ذلك التهديد بدأ الغزو، ومات نتيجته مئات الآلاف من الناس وملأت الشرق الأوسط أزمة لم تنتهِ حتى بعد مرور 15 عاماً. ويمكن أن يكرر هذا المشهد نفسه. وكان دونالد ترامب قد هاجم في تصريحاته الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بـ"عار" على الولايات المتحدة، مهدداً بإنهائه فعلياً. هذا سيكون جنوناً (...) من الرئيس الأمريكي الذي يمارس لعبة خطيرة".
من جانبها كتبت صحيفة "دي فيلت":
"من خلال الاتفاق (النووي)، توجد لدى أمريكا إمكانية الضغط على طهران تماماً، كما فعلت سابقاً عن طريق الكشف عن الأنشطة السرية للترسانة النووية الإيرانية من خلال المعلومات الاستخباراتية، وبذلك تطبق نزعا فعليا للأسلحة النووية الإيرانية. وكذلك عن طريق التفاوض وقوفا جنباً إلى جنب مع دول الخليج والإسرائيليين؛ من أجل خلق توازن قوى إقليمي مع إيران، للفترة التي تعقب انتهاء الاتفاق، إضافة أيضا إلى إظهار القوة العسكرية. ترامب يريد أن يحظى بدعم الأوروبيين في ذلك، لكن يجب عليه أن يقوم بشيء أفضل من الخداع".
وكتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه":
"إن الاتفاق النووي مع إيران كان اتفاقاً متناقضاً منذ البداية، والجيد فيه أنه يضع حداً للطموح النووي لدولة من الواضح أنها تطمح لاقتناء الأسلحة النووية، ويضع هذا الطموح تحت المراقبة الدولية (...) لكن السيء فيه هو أنه بمنأى تماماً عن دور إيران الإقليمي. وعلى العكس من ذلك، فإن إلغاء العقوبات يعطي قيادة طهران وسائل إضافية لتوسيع تحالفاتها الشيعية الانفصالية وسياستها المعادية لإسرائيل. وفي هذا السياق، أشار الرئيس ترامب بحق إلى سوريا واليمن، كما أن لبنان أيضاً ينتمي إلى هذه القائمة (...)، فالمشكلة الأكثر إلحاحاً هي القفزة الاستراتيجية الإيرانية في شبه الجزيرة العربية. ومع ذلك، فإن رؤية ترامب لهذا الأمر سلبية منذ استلامه الحكم."
وتابعت الصحيفة تقول: "لا يوجد مكان آخر في العالم (غير الشرق الأوسط) من الممكن أن ترى فيه، بشكل أفضل، تبعات مبدأ "أمريكا أولاً". وبينما تواصل الولايات المتحدة في أوروبا وآسيا التأثير على تحالفاتها القديمة، ترك ترامب الشرق الأوسط إلى حد كبير إلى القوى الإقليمية وروسيا. إن من يقصر نفسه على موضوع مكافحة الإرهاب، لا يمكنه أن ينتظر أن يُؤخَذَ بعين الاعتبار عند إعادة التنظيم الجيوسياسي للمنطقة العربية، والذي يجري على قدم وساق. ترامب، الذي يحب كثيراً أن يظهر مختلفاً عن سفله، يكرر هنا أحد أكبر أخطاء أوباما".
م.ع.ح/ ص.ش