صحف ألمانية: الأسد يمارس القتل الجماعي ليس فقط بالكيماوي!
٩ أبريل ٢٠١٨مجلة "شبيغل" في موقعها الإلكتروني كتبت تعليقا جاء فيه أن "الأسد يتجاوز الخط الأحمر اللاحق"، ولاحظت تقول:
" الدكتاتور في دمشق غير مجبر على خشية عواقب. فترامب أوضح قبل أيام فقط أنه لا مصلحة له في الالتزام عسكريا لوقت أطول في سوريا. صحيح أن رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون "حدد خطا أحمر بالنظر إلى الأسلحة الكيميائية"، وأعلن أن بلاده ستشن الهجوم في حال استخدم نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد السكان المدنيين ـ إلا أن فرنسا قلما ستجرؤ على تنفيذ تحرك عسكري منفرد. "اتركوا أناسا آخرين يهتمون بذلك"، كما قال ترامب خلال الأسبوع المنصرم حول سوريا. كيف يظهر ذلك عندما يهتم الأسد وفلادمير بوتين بسوريا، هذا ما تعكسه المشاهد الآتية من دوما".
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" علقت على التطورات في سوريا في الاتجاه نفسه، وكتبت تقول:
"يمكن للنظام السوري أن يعتمد على حليفته روسيا: فكيفما كانت الجرائم التي ترتكبها وحدات الأسد بحق السكان المدنيين، فإن المبرر يأتي فورا من موسكو. وماذا عن التقارير الأخيرة حول استخدام أسلحة كيميائية ومشاهد الأطفال المصابين؟ هذه حسب قراءة روسية رسمية هي فقط "استفزازات" لحماية الإرهابيين ولتبرير الضربات العسكرية الأجنبية. ولا وجود حتى لمحاولات العمل من أجل تليين موقف نظام الأسد الذي على ما يبدو لا يعرف أي ورع. ومن هنا فإن القيادة الروسية تتحمل مسؤولية كبيرة في الجرائم ضد الشعب السوري. ومن ناحية أخرى يُطرح السؤال هل الأسد سيزعن إذا ما أرادت الحكومة الروسية وقفه. فهو يعرف في النهاية أن نفوذ موسكو الجديد في الشرق الأوسط رهين بأن يبقى في السلطة. والفرصة الأخيرة لوقف الأسد ضيعها الغرب ربما قبل بضع سنين عندما تفرج بدون تحريك ساكن على تجاوز الوحدات الحكومية السورية خطا أحمر تلو الآخر".
أما صحيفة "كيلر ناخريشتن" فقد حذرت من القيام برد عسكري على استخدام الأسلحة الكيميائية، وكتبت تقول:
"الأمر لا ينم عن منطق معين عندما تعلو في الولايات المتحدة الأمريكية بعض الأصوات التي تدعو إلى ضرورة أن يظهر ترامب أن أمريكا قادرة على إتباع تهديداتها بأفعال. ولكن ما هي هذه الأفعال التي يجب أن تصدر؟ فالوضع في الشرق الأوسط ـ مرة أخرى ـ متفجر للغاية. وفي الحرب السورية نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وكذلك إيران وتركيا وإسرائيل والعربية السعودية متورطة. وقد يتطور نزاع إقليمي محدود بسرعة إلى ما هو أكثر. وعليه يجب أن يقتصر الأمر على المزج بين الدبلوماسية والمساعدة الإنسانية".
من جانبها أكدت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" في تعليقها ما يلي:
"من يعيد إلى الذاكرة أي مذبحة تسبب فيها بشار الأسد في بلده، يمكن له أن يتصور أنه لا يتردد ولو ثانية في خنق رجال ونساء وأطفال بغاز السارين وغاز الكلور أو وسائل شيطانية أخرى. لكن بدون أدلة ملموسة لا تكون لهذه القناعات أية قيمة. ما يهم هي الخزعات وعينات من الأرض ـ ومن الصعب الحصول عليها في منطقة الحرب. وفي النهاية لا يتعلق الأمر في سوريا بالاستخدام المحظور قانونيا للأسلحة الكيميائية. فالأمر مرتبط بسبع سنوات من القتل الجماعي بحق السكان. والفرق يبقى ضعيفا عندما يُقتل أطفال ببراميل متفجرة أو قذائف أو أيضا بالغاز السام. ولو أن الرأي العام العالمي الغاضب على هذا النحو وحكوماته أرادوا فعلا التدخل، لوجدوا طوال سبع سنوات أسبابا لذلك. هم لم يريدوا فعل ذلك".
ر.ز/ م.أ.م