ترامب يتوعد وموسكو تحذر .. تنديد عالمي بهجوم كيماوي في دوما
٨ أبريل ٢٠١٨قال الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره اليوم الأحد (الثامن من أبريل/ نيسان 2018) إن "الدلائل تشير إلى هجوم كيماوي آخر شنه النظام (السوري)" في مدينة دوما المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة، مؤكدا أن "مسألة استمرار استخدام الأسلحة الكيماوية خاصة ضد المدنيين تبعث على قلق شديد". وطالب التكتل الأوروبي روسيا وإيران باستخدام نفوذهما لدى الرئيس السوري بشار الأسد لمنع وقوع مزيد من الهجمات، داعياً إلى "رد فوري من جانب المجتمع الدولي".
ترامب يصف الأسد بـ"الحيوان"
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأحد إنه سيتم "دفع ثمن باهظ" جراء شن هجوم كيماوي على مدينة دوما. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي طائش في سوريا. المنطقة التي شهدت تلك الفظاعة محاصرة ويطوقها الجيش السوري بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجي غير ممكن بالكامل". وأضاف ترامب في تغريدته على تويتر "الرئيس بوتين.. روسيا وإيران.. مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. ثمن باهظ سيُدفع".
وكانت الولايات المتحدة قد شنت هجوما بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية العام الماضي ردا على هجوم بغاز السارين في شمال غرب سوريا حملت مسؤوليته للأسد. وقال أحد كبار مستشاري ترامب للأمن الداخلي اليوم الأحد إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي آخر. وقال توماس بوسرت مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب في مقابلة مع برنامج (This Week) الذي تبثه قناة (ABC) التلفزيونية "لا أستبعد شيئا". وأضاف "نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي" وأضاف أن صور الحدث "مروعة".
وأظهر شريط مصور بثه نشطاء نحو 12 جثة لأطفال ونساء ورجال وعلى أفواه بعضهم رغاوي. وسُمع في الفيديو صوت يقول: "مدينة دوما، السابع من أبريل... هناك رائحة قوية هنا". و أعلنت منظمة الخوذ البيضاء التي تعمل في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في سوريا، ان الهجوم وقع في وقت متاخر من السبت باستخدام "غاز الكلور السام". وتحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) في بيان عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارت إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور". وقال البيان ان متطوعي الدفاع المدني عثروا على 42 شخصا متوفين في منازلهم "يعانون من نفس الاعراض السريرية". وتوفي ستة اثناء تلقيهم العلاج.
فرنسا تدعو لاجتماع مجلس الأمن
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن فرنسا ستعمل مع حلفائها للتحقق من الأنباء التي أشارت إلى استخدام أسلحة كيماوية، داعيا إلى مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع بسرعة لبحث الوضع. وأضاف لو دريان أن فرنسا تدين بقوة الهجمات والقصف الذي قامت به القوات الحكومية السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية وقال إنها تمثل "خرقا خطيرا للقانون الإنساني الدولي". وأضاف أن باريس ستضطلع بكل مسؤولياتها لمكافحة انتشار الأسلحة الكيماوية مشيرا إلى تحذير الرئيس إيمانويل ماكرون من أن فرنسا قد تشن هجوما من جانب واحد في حالة وقوع هجوم مميت بأسلحة كيماوية.
وأفادت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا عاجلا بطلب من تسع دول في طليعتها فرنسا لبحث التقارير عن وقوع هجوم كيميائي السبت في دوما. وقالت البعثة البريطانية في الأمم المتحدة في تغريدة على تويتر "المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وبولندا وهولندا والسويد والكويت وبيرو وساحل العاج دعت إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تقارير تتعلق بوقوع هجوم بالأسلحة الكيماوية في سوريا. من المتوقع عقد الاجتماع يوم الاثنين".
دمشق تنفي وموسكو تحذر..
في مقابل ذلك، قال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن "مزاعم استعمال السلاح الكيميائي باتت اسطوانة مملة غير مقنعة إلا لبعض الدول التي تتاجر بدماء المدنيين وتدعم الاٍرهاب في سوريا". فيما حذرت وزارة الخارجية الروسية من القيام بأي عمل عسكري بناء على "حجج مختلقة وملفقة"، وقالت إن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. ووصفت الخارجية الروسية الاتهامات الموجهة إلى القوات السورية بشن هجوم كيميائي في دوما في الغوطة الشرقية بأنها "استفزازات"، مشيرة إلى أن "الهدف من هذه المزاعم هو التغطية على الإرهابيين والمعارضة الراديكالية الرافضة للحل السياسي (للنزاع) مع محاولة تبرير ضربة خارجية".
كما دعت موسكو من ناحيتها إلى عقد اجتماع آخر لمجلس الأمن، وقال المتحدث باسم الوفد الروسي في نيويورك فيودور ستريجوفسكي في تصريح نقلته وكالات الأنباء الروسية إن الاجتماع الذي يعقد بمبادرة روسيا سيخصص "للتهديدات التي تطال السلام والأمن العالميين"، ولم يعط المتحدث تفاصيل او يتطرق إلى النزاع في سوريا.
جدير بالذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد استعاد السيطرة على كل الغوطة الشرقية تقريبا في حملة عسكرية تدعمها روسيا بدأت في فبراير/ شباط ولم يتبق سوى دوما في يد مقاتلي المعارضة. وكان الهجوم على الغوطة واحدا من أعنف الهجمات في الحرب السورية المستمرة منذ حوالي سبع سنوات.
ع.ش/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)