صحف ألمانية: اعتداء اسطنبول يستهدف تركيا وألمانيا
١٣ يناير ٢٠١٦صحيفة "برلينر تسايتونغ" علقت على اعتداء اسطنبول، وكتبت قائلة:
"أن يكون عدد كبير من الرعايا الألمان ضحايا اعتداء اسلاموي، فذلك مطابق لنموذج تخطيط إرهابي غاشم يستهدف سياحا غربيين في دول إسلامية. كما أن الاعتداء ينفي الاحتمال القائل إن تنظيم "الدولة الإسلامية" في تراجع على المستويين الإقليمي والاستراتيجي. إرهاب التنظيم لم ينته بعد والجميع مهدد. تفجير اسطنبول هو أيضا استعراض للقوة ورسالة قاتلة ضد الرئيس التركي اردوغان الذي اعتقد، على الأقل مؤقتا، أنه بإمكانه توظيف تنظيم "داعش" لأهدافه السياسية. فأيام قليلة بعد الذكرى السنوية للاعتداء على مجلة شارلي إبدو يأتي حدث مرير يزكي الاعتراف بالعجز الكبير أمام المجرمين الإرهابيين دون إيجاد جواب سياسي على ذلك، ولو عن قرب".
صحيفة "لايبتسيغر فولكس تسايتونغ" سلطت الضوء على بعض التأثير المباشر لاعتداء اسطنبول على الاستقرار داخل تركيا، وكتبت تقول:
" حاليا توجد أمور كثيرة في مهب الريح في تركيا: فإلى حد الآن اعتبرت البلاد جذابة -لاسيما كجسر مستقر أمام العالم العربي ـ وكبلد مثير لاهتمام السياح والمستثمرين على حد سواء. لكن تركيا تجتاحها الآن مشاكل كبيرة بسبب قربها الجغرافي من بؤر الأزمات في سوريا والعراق وبسبب القضايا الكثيرة العالقة في السياسة الداخلية. فالسياح مترددون كما إن المانحين الدوليين يغادرون البلاد. والبلاد تفقد تماسكها الداخلي شيئا فشيئا ـ ولا وجود لبوادر تدل على أن الرئيس اردوغان يملك جوابا مقنعا".
صحيفة "مركيشه أوديرتسايتونغ" تساءلت عن الأسباب المحتملة وراء استهداف سياح ألمان في اسطنبول التركية، وكتبت تقول:
"هل يستحق ذلك فعلا مثل هذا الجهد؟ - لم تمر إلا ثلاثة أسابيع على قرار الحكومة الألمانية بالمشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش" حتى سقط رعايا ألمان ضحية إرهابيين غادرين. ألمانيا ارتمت في الحرب ضد الإسلاميين بعد سنوات من التحفظ الذكي تجاه موقف عدم التورط في حرب، انطلاقا من مشاعر التضامن مع فرنسا التي تعرضت لاعتداءات. وبذلك تكون الحكومة قد سقطت في فخ حسابات الإسلاميين. لأن ما يريده هؤلاء تحديدا هو: الدفع بأكبر عدد من الدول الغربية للتكاثف بهدف تفجير "مواجهة نهائية" بين المسيحيين والمسلمين. ألمانيا قد تبرهن على العظمة في حال عدم انتصاعها للانتقام كلرد فعل، والذي جر فرنسا إلى الحرب سابقا بشكل عميق".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فقد علقت على الاعتداء الإرهابي في اسطنبول بالقول:
"الاعتداء أمام المسجد الأزرق في اسطنبول كان له هدفان: تركيا وألمانيا. فليس من الصدفة أن يقوم المهاجم في اسطنبول أربعة أيام بعد انطلاق مهمة طائرات تورنادو الاستطلاعية الألمانية بتفجير نفسه وسط مجموعة من السياح الألمان. والاعتداء يستهدف تركيا أيضا ، لأن الطائرات تنطلق من قاعدة إنجرليك الجوية، كما أن تركيا أصبحت منذ عهد قريب جادة في وقف الإمدادات عبر الحدود السورية لصالح ما يسمى "بالدولة الإسلامية".
وتابعت الصحيفة في تعليقها على ما حصل في اسطنبول أمس الثلاثاء (12 كانون الثاني/يناير 2016 ) وكتبت:
"لا يمكن للحكومة التركية إعادة البلاد مجددا إلى طوق الهدوء إلا إذا استأنفت عملية السلام المتعثرة مع حزب العمال الكردستاني. فبذلك يمكن للبلاد أن تعود لوضع سلام داخلي ... كما إن الحرب ضد "داعش" قد تصبح سهلة، إذا لم يستمر إضعاف الأكراد".