شولتس يدعو لتوسيع الاتحاد الأوروبي وتعزيز استقلاله العسكري
١٥ أكتوبر ٢٠٢٢دعا المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم السبت (15 تشرين الأول/أكتوبر 2022) مجددًا إلى توسيع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا خلال مؤتمر الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا أن الاتحاد سيكون قادرًا بعد ذلك على زيادة نفوذه في الشؤون العالمية.
وقال شولتس خلال المؤتمر الذي عقد في برلين: "يمكن أن يصبح للاتحاد الأوروبي ثقل أكبر في العالم... إذا ضم 30 أو 36 دولة ينعم بها أكثر من 500 مليون مواطن بالحرية والعدل"، وأضاف: "إنني ملتزم بتوسيع الاتحاد الأوروبي. استمرار نمو الاتحاد الأوروبي باتجاه الشرق مكسب لنا جميعًا".
ودعا شولتس مجددًا إلى إجراء إصلاحات في الاتحاد الأوروبي حتى يستطيع ضم أعضاء جدد، مقترحًا الإلغاء التدريجي لمبدأ الإجماع في اتخاذ القرارات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، وأيضًا في مجالات أخرى مثل سياسة الضرائب. وأوضح شولتس أنه يدرك أنه يجب القيام بكثير من العمل في هذا الشأن لإقناع المعنيين، وأضاف: "لكنني أقول بوضوح أيضًا إذا كانت أوروبا الجيوسياسية هي مطلبنا، فإن قرارات الأغلبية ستكون عندئذ مكسبًا وليست خسارة للسيادة".
وتابع شولتس أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يفي بوعده للدول المرشحة، وبينها العديد من منطقة البلقان، وكذلك أوكرانيا ومولدوفا، مشيرًا إلى أنه لا يجوز إغفال مخاوف الدول الأعضاء الأصغر على وجه الخصوص، "ويجب في المستقبل أيضًا الاستماع إلى مطالب كل دولة، وأي شيء عدا ذلك سيكون بمثابة خيانة للفكرة الأوروبية"، على حد تعبيره.
وأعرب شولتس أيضًا عن تأييده لتعزيز استقلالية الاتحاد الأوروبي، وكذلك على المستوى العسكري، وقال: "ستكون هناك حاجة في المستقبل داخل الاتحاد الأوروبي إلى بناء منسق للقدرات، ومشتريات مشتركة وقوة تدخل سريع تابعة للاتحاد الأوروبي بحلول 2025 ومقر رئيسي حقيقي للاتحاد الأوروبي من أجل هيكل واضح للقيادة"، وأضاف: "ويجب أن نشارك بثقة في جهود أوروبية مشتركة في مجال الدفاع".
وحث شولتس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على تسوية الخلافات في السياسة المالية وسياسة الهجرة، وطالب بصياغة الهجرة برؤية استشرافية، وأوضح: "هذا يعني أيضًا تقليص الهجرة غير النظامية مع إتاحة الهجرة المشروعة لاستقدام كوادر فنية من الخارج في نفس الوقت".
وجعل شولتس توسيع الاتحاد الأوروبي، ليشمل دول البلقان ودولًا أخرى، بندًا رئيسيًا في سياسته الخارجية منذ توليه منصبه. وصار هذا الأمر أكثر إلحاحًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا التي صارت مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي في صيف هذا العام. ويضم الاتحاد الأوروبي حاليا 27 عضوًا.
الاشتراكيون الأوروبيون يؤكدون دعمهم لأوكرانيا
وشارك في مؤتمر الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبا نحو 300 مندوب وأكثر من 1000 ضيف بينهم العديد من رؤساء الحكومات والعديد من رؤساء الأحزاب وبعض المفوضين الأوروبيين. ويضم "حزب الاشتراكيين الأوروبيين" 33 حزبًا اشتراكيًا ديمقراطيًا في أوروبا. وكان "حزب الاشتراكيين الأوروبيين" انتخب رئيس الوزراء السويدي السابق ستيفان لوفين زعيمًا جديدًا للحزب في اقتراع أجري في برلين أمس الجمعة.
وأعلن لوفين وشولتس ورئيس الحزب الاشتراكي الألماني لارس كلينغبايل في المؤتمر أنهم يستهدفون في انتخابات أوروبا 2024 أن يعاود الاشتراكيون الديمقراطيون مرة أخرى امتلاك أقوى كتلة داخل البرلمان الأوروبي. يذكر أن حزب الشعب الأوروبي (الذي يضم الأحزاب المحافظة الأوروبية) يعد حاليًا صاحب أقوى كتلة في البرلمان الأوروبي متقدمًا على الاشتراكيين الديمقراطيين.
وأعرب المؤتمر في أحد قراراته عن تأييده لاستمرار الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك الدعم العسكري أيضًا وفرض المزيد من العقوبات على روسيا. وانتهى المؤتمر بعد ظهر اليوم بإعلان تضامنه مع النساء المحتجات في إيران على قمع جهاز الدولة.
م.ع.ح/خ.س (د ب أ، رويترز، أ ب)