شعبة دراسية جديدة للحرفيين والحصول على شهادات عليا
١٩ سبتمبر ٢٠١٤منذ بداية طفولته يجيد تيم بوتز التعامل مع آلة لحام حديدية، فعندما كان في الصف الأول من المستوى الابتدائي قام الطفل بصناعة تمثال لمعلمته من مسامير تم لحامها مع بعضها البعض، كما يحكي تيم الذي يبلغ الآن من العمر 22 عاما من العمر أن تلك المحاولة شكلت تجربته أولى في مجال الحدادة الذي قرر لاحقا أن يتكون فيها والعمل في قطاعاتها.
كثيرا ما كان تيم بوتز يساعد والديه في ورشة الحدادة. وقد دفعه ذلك للتعلق بهذه المهنة التي أحبها، وهو الشرط الملائم تماما للتخصص في هذا الميدان و التأهيل فيه خلال مدة قصيرة، حيث التحق بما يعرف بـنظام "التأهيل الثلاثي" ، الذي أطلقته غرفة الصناعات الحرفيية في مدينة كولونيا الألمانية عام 2010.
تدريب عملي ودراسة نظرية
من خلال التأهيل "الثلاثي" يمكن الحصول على شهادات عليا في المجال الحرفي خلال أربع سنوات ونصف. يتخرج سنويا حوالي 20 طالبا ومعظمهم يعمل في مجال الحرف التقليدية مثل النجارة والخبازة أو البناء.
وتبلغ تكلفة الدراسة في هذه الشعبة المهنية حوالي 400 يورو شهريا وتعتمد الدراسة على القيام بتداريب عملية إلى جانب المشاركة في محاضرات نظرية عبر الانترنيت مرة واحدة في الأسبوع ولمدة أربع ساعات. ويوفر ذلك الكثير من الوقت وتكاليف النقل على الطلاب ، إلا أن ذلك يتطلب الدقة والتركيز والانضباط. وبعد النجاح في امتحانات التدريبات العملية يمكن للطلاب حضور دورات تأهيل للحصول على صفة "معلم" في الحرفة المختارة، وقد يسمح له ذلك في نهج خطة دراسة مكثفة للحصول على شهادة الماجسيتر بعد تقديم أطروحة التخرج.
تراجع في عدد الأخصائين المهنيين في ألمانيا
ويرى تيم المتخصص في مجال الحدادة أن الحصص النظرية تشكل متعة دراسية في التدريب العلمي، كماتوافقه زميلته أندرياس ريس في هذا الموقف أيضا وتقول: إني أتخصص في مجال علم البصرياتغير أن السبب الذي دفعها للتخصص في هذا المجال هو رغبتها في العمل في مجال عمل والدها.
متطوير هذا الفرع الدراسي كخطوة لمواجهة الانخفاض الكبير في أعداد الأخصائيين الحرفيين، كما يقول ميشائيل بروكن المستشار في مجال التعليم والذي كان له الدور الأكبر في تطوير هذا الفرع الدراسي ويضيف قائلا " سابقا كانت نسبة خريجي المدارس الثانوية في المجال الحرفي تصل إلى 15 بالمئة، ومؤخرا ورغم ارتفاع نسبة خريجي المدارس الثانوية إلى 60 بالمئة، إلا أنه نادرا ما يختار الطلاب العمل في المجال الحرفي"، الأمر الذي سيؤدي إلى نقص حاد في الأخصائيين الحرفيين في ألمانيا. ويعني ذلك ضرورة الاهتمام بإعداد جيل جديد صاعد.