ألمانيا والإمارات – حوار الثقافات من خلال مشروع للتبادل المدرسي
٢ سبتمبر ٢٠١٤في حديث لها مع DW /عربية تحكي التلميذة لوسي، البالغة من العمر 16 سنة ، عن الدوافع خلف مشاركتها في برنامج التبادل المدرسي بين ألمانيا والإمارات العربية: "بداية كانت علاقتي بالعالم العربي مجرد علاقة في إطار السياحة، لكن بعد أن أصبح لي أصدقاء عرب في ألمانيا وفي بعض الدول العربية تولدت لدي فكرة زيارة مدرسة عربية والإقامة لدى عائلة عربية لتعلم اللغة والتعرف على الثقافة العربية التي أحبها كثيراً ".
من بين الصعوبات التي واجهتها لوسي هو التنقل في الحديث بين العامية والعربية الفصحى، وتوضح قائلةً :"في البداية تعلمت اللغة العربية الفصحى، لكن عندما تحدثت مع الناس، لم يكن هناك تجاوب. كنت أعتقد أنهم لا يفهمون ما أقول، وفهمت في وقت لاحق أن الأغلبية تتحدث العامية".
اختلاف في أسلوب الحياة
أما التلميذة هناء وهي من أصول فلسطينية وتعيش مع عائلتها في الإمارات منذ سنوات ، فتقول عن تجربة التبادل المدرسي: "بفضل برنامج التبادل المدرسي أتيحت لي فرصة زيارة ألمانيا والإقامة داخل أسرة ألمانية، واكتشفت أن أسلوب الحياة هنا مختلف، ولاحظت خلال مدة إقامتي هنا وجود حيوية في الشوارع بينما يوجد ذلك في الإمارات داخل المتاحف". ومن جانبه عبر التلميذ المصري محمد، المقيم مع أسرته في الإمارات عن سعادته بالمشاركة في برنامج التبادل المدرسي حيث إنه تعلم " مواد جديدة غير موجودة في المقررات الدراسية في مصر أو في الإمارات ". وقد استغل محمد زيارته لبرلين لمعرفة شروط الدراسة في جامعة برلين الحرة، حيث يود الدراسة هناك بعد الحصول على شهادة الثانوية العامة.
إضافة إلى تعلم اللغة والتعرف على البرامج التعلمية في كلا البلدين، شارك التلاميذ في أنشطة أخرى وفي بعض الأحيان بمرافقة العائلات التي يقطنون عندها. في هذا الصدد تقول هناء "زرنا أماكن عديدة في برلين كمقر البرلمان الألماني، والملعب الأولمبي، وحائط برلين، وغيرها من الأماكن التاريخية والمتاحف".
بدأ مشروع التبادل شهر أبريل/ نيسان الماضي بمبادرة من يورغن شتيلتسر، مدير جمعية الصداقة العربية الألمانية ببرلين، حيث قضى التلاميذ الألمان أسبوعين في مدارس إماراتية وأقاموا عند عائلات التلاميذ الذين يتم التبادل معهم. وخلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أغسطس/ آب الأخير أقام التلاميذ الإماراتيون عند عائلات زملائهم الألمان. وشملت المشاركة 11 تلميذاً من ألمانيا و ونفس عدد التلاميذ من دولة الإمارات العربية، تتراوح أعمارهم بين 14 و18 سنة.
آباء عرب وألمان يدعمون المبادرة
ويعبر والد التلميذة لوتسي، السيد ديتليف عن افتخاره بابنته لأنها خاضت تجربة السفر إلى بلاد بعيدة وتعلمت اللغة العربية. وعن خلفية دعمه لبنته في هذا التوجه يقول الأب في حوار مع DW /عربية :"بعد الربيع العربي قلت لنفسي إن الوقت مناسب للتقارب وللحوار الثقافي بين العالم العربي وألمانيا من خلال المدارس، وبما أن لوتسي كانت تهتم باللغة العربية وثقافتها، وافقنا مباشرة على مشاركتها في برنامج التبادل، ونحن فخورون بها".
أما أم أحمد من الإمارات التي عبرت عن اعتقادها أن ابنها تعلم خلال إقامته في إلمانيا خصوصيات "النظام والدقة اللتين يتميز بهما الألمان سواء في المدرسة أوفي الحياة اليومية"، فقد عبرت عن اعتقادها أن برنامج التبادل الدراسي هذا "نجح في تقريب ثقافتين مختلفتين بين التلاميذ وعائلاتهم". من جهته يؤكد الطرف الألماني على عدد من الجوانب الإيجابية المرتبطة بمشروع التبادل المدرسي العربي-الألماني، غير أنه ينتقد عدم قيام العائلات العربية بتشجيع بناتها للمشاركة في البرنامج التبادلي، على خلاف العائلات الألمانية التي لا ترى في ذلك أي مشكل.
إقبال كبير على المدرسة الألمانية في الإمارات
المدرسة الألمانية في أبو ظبي من بين المؤسسات الداعمة لبرامج التبادل المدرسي بين الإمارات وألمانيا،. وقد تأسست هذه المدرسة عام 1976 وفتحت أبوابها بداية لأبناء الألمان العاملين في شركات البناء هناك. ويقول مديرها هيرالد ميبس في لقاء مع موقع DW /عربية إن المدرسة "فتحت أبوابها أيضا لأبناء العرب، وأنها تشهد إقبالاً كبيراً عليها، لأنها تتيح للأطفال العرب فرصة تعلم لغة غوته والتعرف على عدد من جوانب الثقافة الألمانية. كما يمكنهم هناك اجتياز امتحانات الثانوية العامة الألمانية التي تخول لهم الدراسة في ألمانيا". من جانبه عبر يورغن شتيلتسر، مدير جمعية الصداقة العربية الألمانية ببرلين عن أمله في أن: "يتم مستقبلا تدريس اللغة العربية في المدارس الألمانية، على غرار اللغات الأجنبية الأخرى وأن يزداد عدد التلاميذ العرب والألمان المشاركين في هذا المشروع بهدف الأستفادة المتبادلة".