النجم بوسكيتس - انجازات بدون ضجيج
٢٨ فبراير ٢٠١٥بعد يومين من فوزه على مانشيستر سيتي 2-1 في ذهاب دور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا وقبل يومين من مباراته أمام غرناطه في الدوري المحلي التي تقام اليوم السبت (28 فبراير/ شباط) أعلن فريق برشلونه الأسباني تمديد عقده مع لاعب ارتكاز خط الوسط سيرغيو بوسكيتس (26 عاما)، حتى نهاية يونيو/ حزيران عام 2019. وكان العقد الأصلي بين بوسكيتس وبرشلونه يبدأ من 2012 وينتهي 2018. وكانت قيمة كسره 150 مليون يورو، وهو مبلغ غير عادي، للاعب غير عادي رغم أن الأضواء غير مسلطة عليه مقارنة بزملائه في برشلونه ومنتخب إسبانيا.
ولد سيرغيو بوسكيتس في 16 يوليو/ تموز 1988، في مدينة ساباديل الصناعية التي تقع على بعد 20 كيلومتر من شمال غرب برشلونه بإقليم كاتالونيا. وأبوه هو كارلس بوسكيتس حارس مرمى برشلونه في تسعينات القرن العشرين، الذي فاز مع الفريق الكاتالوني ببطولات عديدة على مستوى أسبانيا وأوروبا، ويدرب حاليا حراس مرمى الفريق الثاني (الرديف) ببرشلونه. كل هذا يعني أن سيرغيو بوسكيتس برشلوني حتى النخاع ويتوقع له كثيرون أن تسير علاقته مع الفريق على طريق أسطورة وقائد برشلونه السابق كارلس بويول، حتى إنه في الموسم الجاري 2014/2015 أصبح يرتدي القميص رقم 5، الذي كان يرتديه بويل، بعدما أنهى بويل مسيرته كلاعب في برشلونه.
بدأ سيرغيو بوسكيتس رحلته مع برشلونه في فريق الشباب عام 2005 واستمر معه حتى 2007 حيث صعد ليلعب مع الفريق الرديف، الذي كان يدربه آنذاك بيب غوارديولا. ولعب مع الفريق 23 مباراة سجل خلالها هدفين. وانتقل للفريق الكبير عام 2008، ومنحه غوارديولا الفرصة لخوض أول مباراة مع الفريق الكبير في 13 سبتمبر/ أيلول أمام ريسينغ سانتاندر في الكامب نو، والتي انتهت بتعادل الفريقين بهدف لهدف.
منافسة العمالقة ثم التفوق عليهم
عندما بدأ بوسكيتس اللعب في خط وسط برشلونه الكبير كان هناك من يشفق عليه من المنافسة في ظل وجود العملاقين يايا توريه نجم منتخب كوت ديفوار، وسيدو كيتا نجم منتخب مالي، اللذين كان يؤديان أيضا دور لاعب خط الوسط المدافع. ويتذكر بوسكيتس حسب ما نقل موقع "اسبن إف سي" (espnfc) بأنه "في الموسم السابق (لانتقاله للفريق الكبير) بدأت مع الفريق الكبير، ثم عدت إلى الفريق الرديف ثم استدعيت من جديد للفريق الأول... كان شيئا خاصا، فأنت تجلس في غرفة تغيير الملابس وإلى جانبك يجلس تشابي وأنيستا وأنت لا تصدق نفسك بالطبع." لكن رغم هذه المنافسة نجح بوسكيتس في حجز مكانه في الفريق حيث خاض في أول موسم له 24 مباراة منها 16 مباراة منذ البداية. بل إنه أصبح فيما بعد مفضلا على يايا توريه. وفي نهاية الموسم ساهم بوسكيتس في فوز الفريق بكل ما يمكن الفوز به من ألقاب. حيث نجح برشلونه في الفوز بالثلاثية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) لأول مرة في تاريخه. كما فاز بكأس السوبر الإسباني والأوروبي وبكأس العالم للأندية أيضا ولم يكن عمر بوسكيتس يزيد عن 20 عاما. وعن اندماجه بسرعة في الفريق قال بوسكيتس "عندما كان الموسم يمر اعتدت على التواجد (وسط نجوم برشلونه) لكن أن يحدث ذلك في فترة زمنية قصيرة وأن ألعب في دوري أبطال أوروبا التي كنت تتوقع أن تشاهدها فقط في التلفزيون، فهذا غير عادي."
يود أن يلعب في انكلترا يوما ما
ثم تتابعت الألقاب التي ساهم في حصدها بوسكيتس فوصلت إلى 16 لقبا حتى الآن. وخاض سيرغيو مع برشلونه حتى الآن 202 مباراة في الدوري الأسباني سجل خلالها ستة أهداف، ولم يغب الموسم الحالي سوى في مباراة أيبار. وشارك في 62 مباراة في دوري أبطال أوروبا أحرز فيها أربعة أهداف. ويتميز بوسكيتس بالتمركز الجيد والقدرة على خطف الكرات من الخصوم دون ارتكاب أخطاء، إضافة إلى دقة التمرير. كل ذلك جعله يحل عام 2011 كثاني أفضل لاعب في العالم بعد زميله تشابي هيرنانديز من حيث نسبة التمريرات الصحيحة.
طلبته أندية ليلعب لها من بينها مانشستر يونايتد، وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان هذا الأسبوع، اعترف بوسكيتس أنه "يود أن يلعب في الدوري الانكليزي في يوم ما"، حسب ما نقل موقع "اسبن إف سي". لكن مساء الخميس (26 فبراير/ شباط) أعلن برشلونة أنه قد جدد عقد بوسكيتس، وعند ظهر اليوم التالي (الجمعة) حضر بوسكيتس إلى كامب نو للتوقيع على العقد.
أما عن رحلته مع المنتخب الأسباني فيكفي القول أنه انضم إلى المنتخب الأسباني الأول عام 2009، وفي العام التالي فاز معه بكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 عندما كان عمره 21 عاما وبعدها بعامين فاز معه ببطولة الأمم الأوروبية 2012. وخاض معه حتى الآن 74 مباراة سجل فيها هدفين. ورغم الانتقادات التي وجهة إليه في مباريات معينة في المنتخب، فإن المدرب القدير فينسينته ديل بوسكي مقتنع بإمكانيات الجندي المجهول سيرغيو بوسكيتس.