سيدا: "نظام الأسد لا يفهم سوى منطق القوة"
٢٨ أغسطس ٢٠١٣مع اقتراب موعد الضربة العسكرية التي تنوي الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية توجيهها إلى سوريا، ترى قوى المعارضة السورية أنها باتت مستعدة لمرحلة القطع مع النظام الحاكم بقيادة بشار الأسد، وأن أبعاد التدخل الدولي يجب أن تكون علاجية وليست سياسية. DWعربية أجرت الحوار التالي مع المعارض السوري البارز عبد الباسط سيدا.
DWعربية: ما هو شكل التدخل الدولي الذي تأمل المعارضة السورية بحدوثه؟
عبد الباسط سيدا: نحن في المعارضة السورية لا نطالب بالتدخل الدولي من أجل التدخل الدولي، لأننا في نهاية المطاف نريد الحفاظ على البلاد. لكن المشكلة مع هذا النظام هي أنه تجاوز كل الحدود ولم يكن مع الحل الوطني أو العربي أو الحلول الدولية السلمية. إنه نظام متغطرس بكل المعاني، لأننا كنا نستعد لمؤتمر جنيف ونتداول في مختلف المسائل. لكنه وعوضاً عن أن يبدي حسن النية ويعطي للمجتمع الدولي إشارات إيجابية، أقدم على ارتكاب جريمته النكراء المتمثلة في استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع فيمنطقةغوطة دمشق.
مثل هذا النظام لا أمل منه وهو لا يفهم سوى منطق القوة. ومن هنا فإننا نقول بأن المجتمع الدولي مطالب بحماية المدنيين السوريين ومطالب باحترام تطلعات الشعب السوري... إذا كان هذا التدخل يقتصر على مجرد ضربة قد تكون ذات أبعاد سياسية أكثر من كونها ذات أبعاد علاجية حقيقية للوضعية السورية، فهذا معناه أننا ما زلنا ندير الوضعية بعقلية إدارة الأزمة. لكن إذا كان هذا العمل يندرج في إطار المعالجة الجذرية التي تتمثل بضرورة إزاحة هذه الزمرة المسؤولة عن قتل السوريين والسوريات عن الحكم، فهذا معناه أننا بدأنا نسير على الطريق الصحيح.
DWعربية: لكن هناك تصريحات من الإدارة الأمريكية مفادها أن الضربة العسكرية لن يكون هدفها إسقاط النظام، بل لتسهيل الحل السياسي. كيف تقرؤون هذه التصريحات؟
سيدا: نحن من جانبنا نقول إن كل أزمة في نهاية المطاف لا بد أن تعالج معالجة سياسية. لكن بالنسبة للوضعية السورية، نحن لا نعيش خلافاً بين معارضة وحكومة، إنما ما نعيشه في سوريا ثورة. الشعب يريد أن يقطع الصلة نهائياً مع سلطة الاستبداد والإفساد، وهذه السلطة ليست مستعدة لأي مساومة وتريد البقاء في الحكم بأي ثمن. لذلك نقول بأن المعالجة السياسية التي نفهمها تتمثل بإخراج هذه الزمرة من العملية السياسية القادمة في سوريا.
DWعربية: يتوقع بعض المحللين أن تدفع الضربة العسكرية بالنظام السوري إلى الزاوية وتزيد من وحشيته. هل توافق هؤلاء المحللين؟
سيدا: النظام استخدم كل الأساليب الوحشية. إنه يهوّل كثيراً لكنه استخدم الطائرات وصواريخ سكود وراجمات الصواريخ وارتكب المجازر ومارس الاغتصاب واستخدم الكيماوي والمتفجرات. كل ما تفتّقت عنه العقلية الاستبدادية على مدى عصور تجسدت في ممارسات هذا النظام. لذلك نقول إن على المجتمع الدولي أن يأخذ المبادرة ويقدم المعونة للشعب السوري الذي يود أن يبني بلده كالآخرين، وأن يؤمن مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة ويكون جسراً للتواصل والتمازج الحضاريين بين شعوب المنطقة ودولها.
DWعربية: ماذا عن مستوى التنسيق بين القوى الغربية والمعارضة السورية بشأن هذه الضربة المحتملة؟
سيدا: بالنسبة للجانب السياسي، نحن على تواصل مع مجموعة أصدقاء سوريا. لكن بالنسبة للجانب العسكري، فهذا أمر تقف عليه مجموعة من المختصين لست مطلعاً عليها.
DWعربية: هل ترون توافقاً بين جميع أطياف المعارضة السورية على التدخل العسكري الدولي؟
سيدا: الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يمثل المظلة الأكبر لقوى المعارضة السورية ويعبر عن الثورة السورية، تتمثل سياسته في تأمين حماية المدنيين السوريين ومساعدتهم للانتقال إلى مرحلة القطع مع هذا النظام. الائتلاف يدعو إلى ضرورة التدخل الدولي في سبيل إنقاذ الشعب السوري من براثن هذا الوحش الذي بات كابوساً يرهق كل السوريين.
DWعربية: ماذا عن مرحلة ما بعد هذا التدخل. هل المعارضة مستعدة لجميع السيناريوهات المحتملة؟
سيدا: مرحلة الضربات العسكرية وما بعد السقوط صعبة ومعقدة ولدينا تجارب في العراق وليبيا وغيرها من الدول. نحاول من جانبنا قدر المستطاع أن نتجاوز الأخطاء التي ارتكبت وأن نستعد لإدارة الملفات التي ستفرض نفسها في اليوم التالي، وفي مقدمتها الملف الأمني والإداري والاقتصادي والسياسي وغيرها، في سبيل أن تكون خسائر المرحلة الانتقالية أقل ما يمكن.
حاوره: ياسر أبو معيلق
عبد الباسط سيدا معارض سياسي سوري بارز، عضو الهيئة السياسية في ائتلاف المعارضة. ترأس المجلس الوطني السوري بين شهري يونيو/ حزيران ونوفمبر/ تشرين الثاني 2012، وهو مختص في الحضارات القديمة وله كتب عديدة في الفكر العربي والشؤون الكردية. ويقيم سيدا حالياً في السويد.