سياحة حاملي الحقائب ـ متعة محفوفة بالمخاطر
١١ أبريل ٢٠٠٧حذر خبراء في ألمانيا السائحين الذين يقومون برحلات ينظمونها بأنفسهم إلى الدول الفقيرة من زيادة احتمالات إصابتهم بمرض السل. وقال الخبير بوركهارد ريكه من "مركز الطب السياحي" في مدينة دوسلدروف إن السائحين الشبان من حاملي الحقائب على الظهر أو كما يسمون بالإنجليزية "باك باكرز"، والذين يستخدمون وسائل النقل العامة أو يُقيمون في فنادق رخيصة أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الزائرين الذين يقضون إجازة على الشاطئ في فندق ذي مستوى معقول. ولفت ريكه في هذا الإطار إلى أن السائحين الذين يستخدمون الحافلات المحلية في شرق أوريا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا هم أكثر عرضة للاختلاط بمحدودي الدخل والفقراء الذين تزيد احتمالات أن يكونوا من حاملي بكتيريا السل.
السل منتشر أيضاً في دول الاتحاد السوفيتي سابقا
ورغم انتشار مرض السل بشكل خاص في الدول الفقيرة إلا أن هذا الداء لا يمكن اعتباره مرض الفقراء. عكس ذلك يشير الخبير ريكه، المتخصص في أمراض المناطق الاستوائية، بأن المرض يُصيب بالأساس الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية. كما أشار في نفس السياق إلى أن داء السل المعدي يُهاجم بصفة عامة الجهاز التنفسي ويُعرض حياة المصاب به للخطر. ومن بين أعراضه كثرة إفراز العَرق خلال الليل والسعال لمدة طويلة لعدة أسابيع. وفي حديثه عن المناطق التي تنتشر فيها هذه الحالات المرضية قال ريكه: "المشكلة منتشرة في الدول التي نتجت عن تفكك الاتحاد السوفيتي مثل روسيا وكازاخستان وأوكرانيا وروسيا البيضاء". فضلا عن ذلك تشكل دول مثل كمبوديا والهند والبرازيل والبيرو في نظره خطرا كبيرا على زائريها الذي يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى.
الوقاية خير من العلاج
ونبه الخبير الألماني إلى أن الشبان الذين يسافرون لحضور معسكرات عمل أو المشاركة في مشاريع خيرية في الدول النامية لا يدركون في غالب الأحيان مدى خطورة إصابتهم بداء السل. وأعرب أيضا عن قلقه بصفة خاصة بشأن هذه المجموعة، مشيرا إلى هؤلاء الشباب لا يخضعون في معظم الأحيان إلى فحص صحي شامل بعد عودتهم إلى بلدانهم. من جانبه أوضح معهد روبرت كوخ في برلين أن مرض السل هو ثاني أشد الأمراض المعدية فتكا في العالم. فهذا المرض يفتك بحياة نحو مليوني شخص كل عام. وتسجل نحو 95 بالمائة من حالات الإصابة في الدول النامية.
دويتشه فيله + وكالات (ط.أ)