سمية فرحات ناصر:الجوائز ليست للزينة بل نداء للقيام بالواجب
١٧ نوفمبر ٢٠١٢DW: ماذا يمثل لك اختيار روايتك "الزعتر والحجارة: قصة حياة الفلسطينيين" من طرف مدينة كولونيا الألمانية في إطار التظاهرة الثقافية "كتاب هذا العام"؟
سمية فرحات ناصر: الجوائز ليست للزينة بل للنداء المتواصل للقيام بالواجب. عندما أحصل على جائزة فلا أعتبرها مكسبا شخصيا بل مكسبا لجميع الفلسطينيين ولكل العرب الذين ينخرطون في المجتمعات العربية للمضي بها قدما نحو الديموقراطية وحقوق الإنسان لتحقيق تطور علمي وأدبي. كما اعتبر تلك الجوائز احتفاءا بالفلسطينيين أينما وُجدوا.
أنت دائمة الحضور إلى ألمانيا لإلقاء محاضرات علمية أو للمشاركة في الأمسيات الأدبية. ماذا تمثل لك ألمانيا؟
أنا تعلمت في مدرسة ألمانية في فلسطين ثم درست في ألمانيا وتعرفت على الشعب الألماني وثقافته وسياسته وتاريخه، كما أنني أحب الشعب الألماني وهناك العديد من الألمان ساعدوني للعودة إلى الوطن وكانوا يرافقونني في أعمالي لتشجيعي. علاقتي بألمانيا جيدة وهذا لا يقتصر علي وحدي فجدي عمل في المستشفى الألماني في القدس وكل عائلتي زارت المدارس الألمانية. هذه العلاقة الوطيدة بألمانيا أثرت إيجابيا على حياتي وأنا سعيدة على نجاحي في التواصل مع الألماني وإيصال أفكاري لهم من خلال كتاباتي.
هل هناك أسماء ألمانية معينة تأثرت بها في تجربتك الأدبية؟
هناك كاتبة متميزة أثرت في تجربتي وهي آنا فرانك. وهي كاتبة يهودية كتبت مذكراتها حول نجاتها من الموت بعض تعرضها للمطاردة من النازيين. عندما قرأت مذكراتها قلت في نفسي هذا هو النهج الذي سأتبعه. آنا فرانك فتحت عيناي على أسلوب الإطلالة على الإنسان كإنسان، كما جعلتني أستبعد الحديث عن "الحق المطلق" لأنه ليس هناك حق مطلق. تعلمت منها أن أمدح الشيء الجيد عند الآخر ولو كان عدوا.
أنت تجمعين بين الكتابة العلمية والأدبية واهتماماتك متعددة. كتابة الرواية تحتاج لوقت وجهد كبير. فمتى تتفرغين للكتابة الأدبية؟
في فلسطين عندي التزامات كثيرة كوني أم،وجدة وزوجة. أحاضر في الجامعة وأقوم بتنشيط مجموعة من الورشات للتلاميذ في المدارس. أكون دائما سعيدة حين أسافر للمشاركة في القراءات الأدبية او تقديم محاضرات. فبالرغم من أن السفر والتحضير يأخذ مجهودا كبيرا إلا أنني أستمتع عندما أكون لوحدي في الفندق وأتفرغ للكتابة سبع ساعات بدون توقف. الكتابة هي موهبة ربانية ومن واجبي أن أطورها وأنقل للناس والقراء تجاربي.
فقدت الساحة الأدبية الفلسطينية في العقود الأخيرة أسماءا أدبية رنانة، فهل هناك خلف؟
هذا أكيد. الأدباء الذين رحلوا كإدوارد سعيد، محمود درويش، فدوى طوقان وغيرهم، هم سبب تشبت الأجيال الجديدة بالكتابة. صحيح أن أسلوب الأجيال الجديدة مختلف عن القدماء، لكن المهم هو الأدب الفلسطيني ويجب أن نحافظ عليه.
سواء في الجانب الفلسطيني أو الألماني هناك دعاة سلام ضد كل أشكال العنف ومع حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كيف يمكن التقريب بين هذين الفريقين؟
نعم هناك أناس يدعون للسلام بين الطرفين لكن يجب أن نتفق على أن السلام يعني إنشاء دولة فلسطينية وتحقيق ديموقراطية وحرية كاملة لفلسطين لكي نتمكن من التعامل فيما بيننا على نفس المستوى وليس بمنطق التعالي أو الإلزام. ومن يريد السلام يجب أن يقوم بكل ما في وسعه لتغيير السياسة وهذا هو جوهر الحوار والتضامن.
نبذة عن الكاتبة:
ولدت سمية فرحات ناصر عام 1948 في القدس. وتعمل أستاذة جامعية في علم النبات وعلم البيئة في فلسطين. وشغلت منصب رئيسة مركز القدس للمرأة الفلسطينية الذي يتعاون مع منظمة إسرائيلية من أجل السلام. أصدرت ثلاث روايات وهي: الزعتر والحجارة. قصة حياة الفلسطينيين 1995، الزعتر والحجارة. قصة حياة الفلسطينيين، 1995. متجذرة في أرض أشجار الزيتون: قصة امرأة فلسطينية في النزاع من أجل السلام. 2002. أشواك في الكرم. مذكرات من فلسطين. 2007. حصلت على العديد من الجوائز الأدبية.