زيارة السيسي إلى لندن.. بين طائرة الروس ودور الإخوان
٥ نوفمبر ٢٠١٥يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس (الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015) زيارة مثيرة للجدل تستمر ثلاثة أيام لبريطانيا، حيث سيجري محادثات حول التعاون الأمني مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد خمسة أيام على تحطم الطائرة الروسية في سيناء.
ومن المنتظر أن تكون مكافحة الإرهاب في صلب محادثات السيسي وكاميرون، لاسيما وان الزيارة بدأت مع إعلان بريطانيا بعد ظهر الأربعاء تعليق الرحلات الجوية بين شرم الشيخ وبريطانيا حتى الثلاثاء القادم، على خلفية ترجيحات بـ"عمل إرهابي" وراء تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان لها إنها تملك معلومات تدفع إلى الاعتقاد بأن "قنبلة مزروعة" تسببت بتحطم طائرة الايرباص ايه321 الذي أسفر عن سقوط 224 قتيلاً. وأكد البيان إرسال خبراء طيران بريطانيين إلى شرم الشيخ لتقييم الوضع الأمني، ووقف الرحلات العائدة إلى بريطانيا من المنتجع إلى حين اكتمال التقييم في الموعد المتوقع في وقت لاحق من الأربعاء".
وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" إسقاط الطائرة دون أن يكشف عن تفاصيل، ما أثار شكوك بشان ادعائه.
إستقرار مصر "مصلحة عليا بريطانية"
رئاسة الحكومة البريطانية استبقت الزيارة من جانبها بالتأكيد على "ضرورة" إجراء محادثات مع الرئيس المصري نظراً إلى المناخ السائد حالياً في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وتتمحور المحادثات خصوصاً حول مكافحة الإرهاب في مصر والوضع في ليبيا.
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية كريسبن بلانت إن "استقرار مصر يتعلق بالمصلحة العليا للمملكة المتحدة". لكن زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربين اعتبر أن زيارة الرئيس المصري "تهدد الأمن القومي البريطاني أكثر من أن تحميه" مضيفاً أنه "بدل أن نستقبل الرئيس المصري بحفاوة يتوجب على رئيس الحكومة تعليق صادرات الأسلحة إلى مصر حتى احترام الحقوق الديمقراطية والمدنية".
دور الإخوان
وكان السيسي الذي وصل مساء الأربعاء إلى لندن قد دافع في مقابلتين مع وسائل إعلام بريطانية عشية لقائه رئيس الوزراء البريطاني، دافع عن التدابير الأمنية المتخذة في مصر. وأكد السيسي لتلفزيون البي بي سي بالقول: "هناك خارطة طريق حقيقية للديمقراطية في مصر"، وأضاف أن "الناس يطالبون بالتغيير منذ أربع سنوات وهدفنا الأخير هو تلبية مطالبهم والعمل باتجاه ديمقراطية أفضل في المستقبل".
وأشار السيسي في المقابلة إلى إمكانية تخفيف موقف حكومته من جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها مصر منظمة إرهابية نهاية 2013. وقال إن مشكلة الجماعة ليست معه أو مع الحكومة، إنما مع الرأي العام المصري.
وقال في مقتبسات نشرها موقع بي.بي.سي الناطق باللغة العربية: "إنهم (الإخوان) جزء من الشعب المصري ولذا فعلى الشعب المصري أن يقرر طبيعة الدور الذي يمكن أن يلعبوه"، مضيفاً أن مصر دولة كبيرة وتتسع للجميع.
وقالت بي.بي.سي إن السيسي شدد على أن من صدرت عليهم أحكام بالإعدام لن تنفذ فيهم الأحكام على الأرجح لصدورها غيابياً أو لأنها ستنظر أمام محكمة النقض. في الوقت ذاته يقول دبلوماسيون غربيون إن أحكام الإعدام يمكن أن تدفع إسلاميين للتشدد وأن تصبح انتحاراً سياسياً للحكومة.
احتجاجات
من جهة أخرى، شارك نحو مائتي شخص مساء الأربعاء أمام مقر رئاسة الحكومة في تظاهرة أولى دعا إليها خصوصاً "تحالف أوقفوا الحرب" وجمعية مسلمي بريطانيا. وقال كريس نينيهام من التحالف: "نحن هنا للاحتجاج على مجيء الديكتاتور السيسي الرجل الذي سحق الديمقراطية المصرية". ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "السيسي غير مرحب به" و"لا اتفاقات مع مصر".
ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ، DW)