زلزال تركيا وسوريا ـ عمليات الإنقاذ تدخل مرحلة حاسمة
٨ فبراير ٢٠٢٣كشفت صور طفلة حديثة الولادة تم انتشالها حية من تحت أنقاض مبنى وأب يحتضن ابنته الراحلة التي علقت بين لوحين من الخرسانة، هول الزلزالالذي تواصل حصيلة ضحاياه ارتفاعها وبلغت حتى الآن أكثر ثمانية آلاف قتيل في تركيا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأربعاء الثامن من فبراير/ شباط 2023) خلال زيارة قام بها إلى المنطقة الأسوأ تضررا، بعد الزلزال المدمر أن حصيلة القتلى في بلاده، تجاوزت ثمانية آلاف و574، مما يرفع إجمالي حصيلة القتلى مع سوريا المجاورة إلى أكثر من 11 ألفا .
وفي أجواء البرد القارص، يواصل رجال الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة. ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ. وحذر وزير الداخلية التركي الثلاثاء من أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون "حاسمة" للعثور على ناجين. في غازي عنتاب البلدة القريبة جدا من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة. واضافت "فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا".
وبدأت المساعدات الدولية الوصول إلى تركيا حيث أعلن حداد وطني سبعة أيام. وبلغ عدد القتلى حتى الآن 5.894 شخصا في ما يعتبر أسوأ حصيلة تسجل في تركيا منذ 1.999 عندما قتل 17 ألف شخص بينهم ألف في إسطنبول.
وفي سوريا، بلغت حصيلة القتلى 2.470 شخصا حتى الآن. ويتوقع أن يرتفع عدد القتلى بشكل كبير إذ ما زال مئات الأشخاص عالقين تحت الأنقاض بحسب الخوذ البيضاء (متطوعو الدفاع المدني) في مناطق خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 23 مليون شخص "قد يكونوا تضرروا بالزلزال بما في ذلك حوالى خمسة ملايين شخص في وضع هش".
وصلت فرق الانقاذ الأجنبية الأولى
قال الرئيس التركي الذي أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال، إن 45 دولة عرضت مساعدتها. وأعلن الاتحاد الأوروبي تعبئة 1.185 من رجال الإنقاذ و79 من كلاب البحث لتركيا من 19 من دوله الأعضاء بينها فرنسا وألمانيا واليونان.
وبالنسبة لسوريا، فإن الاتحاد الأوروبي على اتصال بشركائه في المجال الإنساني على الأرض ويمول عمليات الإغاثة. ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي بتقديم "كل المساعدة الضرورية أيا تكن". وسيصل اثنان من فرق الإنقاذ إلى تركيا صباح الأربعاء.
وأعلنت الصين الثلاثاء عن ارسال مساعدات بقيمة 5.9 ملايين دولار وعمال إنقاذ متخصصين فى المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ. وحتى أوكرانيا أعلنت على الرغم من الغزو الروسي إرسال 87 عامل إنقاذ إلى تركيا.
وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار بينما أعلنت السعودية التي لا تربطها أي علاقات بنظام دمشق منذ 2012 عن جسر جوي لمساعدة السكان المتضررين في كلا البلدين. لكن في سوريا، استجابت روسيا لنداء أطلقته السلطات في دمشق. وقال الجيش إن أكثر من 300 جندي روسي موجودون بالفعل في الموقع للمساعدة في الإغاثة.
وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين للصحافيين "في سوريا نفسها لدينا شركاء إنسانيون تمولهم الولايات المتحدة ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة" المتضررين. كما بدأت تركيا نشر آلاف الجنود في المناطق التي ضربها الزلزال، عقب إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 محافظات تركية هي الأكثر تضررا.
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / د.ب.أ)