دور إيران المحوري في الأزمة السورية
٦ يناير ٢٠١٤بعد جهود طويلة تقرر أخيرا عقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا في 22 يناير/ كانون الثاني في مدينة مونترو السويسرية. ويهدف هذا المؤتمر إلى وضع حد للحرب الأهلية الدائرة في سوريا والتي خلفت حتى الآن أكثر من 120 ألف قتيل. وحسب لائحة الدول المشاركة في المؤتمر، والتي أعلن عنها المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، فإن إيران لن تكون حاضرة فيه بالرغم من دورها المؤثر في الأزمة السورية.
إيران تزود سوريا بالجنود والسلاح
يرى مدير مركز بحوث العالم العربي في جامعة ماينز، غونتر ماير، بأن إيران تعتبر محورا أساسيا في الحرب الدائرة بين الرئيس بشار الأسد والمتمردين، ويقول ماير في حوار مع DW "بدون الدعم الإيراني لم يكن بوسع الأسد الصمود في السلطة حتى الآن".
ويرجع سبب الدعم الإيراني لسوريا إلى الشراكة الإستراتيجية التي وقع عليها البلدان عام 2006 والتي نتج عنها تحالف عسكري تعهد فيه الطرفان بالوقوف إلى جانب بعضهما البعض في وقت الأزمات. لذلك فإن إيران "تُسخر كل إمكانياتها من أجل مساعدة الأسد على البقاء في السلطة"، كما يرى ماير.
وحسب المخابرات الأمريكية فإن إيران تقوم بتزويد قوات الأسد بالأسلحة عن طريق الجو. وبالرغم من صعوبة الجزم بوجود جنود إيرانيين يقاتلون في سوريا، فإن ماير لا يشكك في "إرسال طهران لقوات خاصة من الحرس الجمهوري الإيراني من أجل تدريب قوات الأسد على التصدي للمتمردين". علاوة على ذلك هناك مؤشرات على قيام إيران بتدريب جنود عراقيين للقتال إلى جانب الأسد.
.
"إيران جزء من الحل"
بدوره يؤكد خبير الشرق الأوسط ومدير معهد الدراسات السياسية والأمنية في برلين فولكر بيرتيس، بأن إيران جزء من الأزمة في سوريا وبأن لديها تأثير واضح على الحكومة في دمشق. لذلك، يضيف بيرتيس، "كان من الضروري السماح لوفد إيراني بالمشاركة في مؤتمر السلام في سويسرا لأن طهران جزء من المشكل ولابد أن تكون جزءا من الحل أيضا".
كما أبدت إيران رغبة في التوسط في الحرب الدائرة في سوريا وأيضا المشاركة في مؤتمر السلام. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد "إذا كان لدى كل الأطراف رغبة في التوصل إلى حل عملي للأزمة السورية فمن المفروض إشراك إيران في المؤتمر".
من جهتها طالبت الحكومة السورية بمشاركة وفد إيراني في مؤتمر السلام حول سوريا. وحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" فإن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال بأنه ليس من المنطقي غياب إيران عن هذا المؤتمر.
السعودية تعارض مشاركة إيران
تعتبر السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول معارضة لمشاركة إيران في مؤتمر السلام حول سوريا. فكما يؤكد الخبير السياسي بيرتيس فإن "السعودية عازمة على الإطاحة بنظام الأسد".
وتهدف السعودية على غرار إيران إلى الاستفادة من الحرب السورية من أجل تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط لذلك يخوض البلدان حربا بالوكالة في سوريا.
الأمم المتحدة مع مشاركة إيران
كما تؤيد الأمم المتحدة مشاركة إيران في مؤتمر السلام حول سوريا. وهو ما أكده شخصيا أمينها العام بان كي مون بقوله "إيران يمكنها أن تلعب دورا مهما بهذا الخصوص، فهي قوة إقليمية مهمة". لذلك فإن مشاركتها منطقية وعملية وواقعية، يضيف بان كي مون.
ويخلص الخبيران السياسيان ماير وبيرتس إلى أنه رغم الاختلافات بين إيران وغيرها من الدول، فإنها جميعها تشترك في هدف واحد وهو عدم السماح للمجموعات الإسلامية المتشددة في سوريا بتحقيق مزيد من المكاسب. وانطلاقا من ذلك فإن إيران والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك روسيا وأيضا أوروبا تواجه عدوا مشتركا، وهذا ما قد يزيد من حظوظ إيران في المشاركة في مؤتمر السلام المقبل حول سوريا.