دوري أبطال آسيا .. الخطوات الأولى للكرة النسائية العربية
١٦ أغسطس ٢٠٢٤تنطلق المرحلة التمهيدية للموسم الأول من دوري أبطال آسيا للسيدات، بمشاركة 13 ناديا، تتنافس على التأهل للانضمام إلى ثمانية فرق في مرحلة المجموعات.
المشاركة العربية تقتصر على ثلاثة أندية فقط، وهي النصر السعودي، والاتحاد الأردني، وأبوظبي الرياضي الإماراتي، مقابل غياب تام لبقية دول عرب آسيا.
صحيح أن سيدات آسيا قد حققن بعض النجاحات في السنوات الأخيرة على مستوى المنتخبات الوطنية، حيث فازت اليابان بكأس العالم 2011، ووصلت الصين إلى النهائي في عام 1999. لكن أندية القارة لم تحقق أي تأثير حتى الآن، وخاصة العربية منها. إلا أن كثيرين يرون أن التنظيم الجيد للمنافسة القارية يمكن أن يُحدث فرقا.
وفي تصريح لـ DW، قالت مويا دود، لاعبة منتخب أستراليا السابقة وعضو اللجنة التنفيذية السابقة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إن الدوري فرصة مهمة للأندية لتسريع وتيرة التقدم على المستوى الإقليمي والعالمي". وأضافت المتحدثة أنه "ما لم تستثمر آسيا بنفس القدر الذي تستثمر كل من أوروبا وأمريكا في الأندية، فلن تتقلص الفجوة".
وفقا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ستحصل الأندية التي تشارك في مراحل المجموعات على 100 ألف دولار على الأقل، وسيحصل النادي المتوج باللقب على حوالي 1.3 مليون دولار، وهو مبلغ كبير للأندية النسائية في آسيا.
المشاركة العربية
سيبدأ مشوار الأندية العربية الثلاثة خلال الدور التمهيدي نهاية الشهر الجاري في الرياض، ويتأهل من المجموعات التمهيدية الأربع، المتصدر فقط إلى الدور اللاحق (دور المجموعات).
وتشارك الأندية العربية الثلاثة في الدور التمهيدي بسبب تأخر مراكز منتخباتها الوطنية في التصنيف الدولي للمنتخبات النسائية، حيث يتواجد الأردن بالمركز 74، والإمارات في المركز 114، والسعودية بمركز 175، والأخير بقائمة المشاركين.
وحسب موقع كوورة، فإنه بالرغم من تصنيفه آخر الأندية ترتيبا بسبب حداثة ظهور منتخبه الوطني، إلا أن قوة ملف كرة القدم النسائية في السعودية، ساعد النصر على استضافة إحدى مجموعات الدور التمهيدي بجانب ماليزيا وتايلاند والأردن.
وكانت لمياء بن بهيان، نائبة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، قد قالت في تصريحات حول استضافة الرياض لانطلاقة الحدث، إن "الأمر يمثل خطوة كبيرة لكرة قدم السيدات في المملكة"، مؤكدة أن "النجاحات المتتالية في استضافة العديد من الأحداث الكروية للسيدات خلال الفترة الماضية أسهمت في بناء الثقة بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وجميع الاتحادات الإقليمية والقارية والعالمية"، حسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.
وسيكون نادي الإتحاد الأردني ممثل الأردن في هذه البطولة، ويحمل في جعبته العديد من الإنجازات التي جعلته حسب موقع صحيفة الساحات العربية في مقدمة الأندية النسوية الأردنية والعربية، بأكبر عدد من الألقاب الرسمية على الإطلاق في عام واحد، أي سنة 2023.
وقالت سارة حسنين، مدربة فريق نادي أبو ظبي الرياضي لسيدات الكرة في تصريحات سابقة، إن "الفريق هو ثالث فريق عربي يضمن حتى الآن مشاركته في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا للسيدات بعد النصر السعودي، والاتحاد الأردني".
كما سيشارك فريق نادي أبوظبي الرياضي لسيدات الكرة في بطولة غرب آسيا للكرة، المقررة إقامتها في السعودية، في الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل.
أمل كبير لدى اللاعبات الآسيويات!
ومن بين الأمثلة الناجحة والمؤشرة على تقدم الكرة النسائية في آسيا، نجد سنغافورة مثالا رئيسيا، إذ قالت هو هوي شين، لاعبة خط الوسط في فريق ليون سيتي سيلورز، بطل الدوري النسائي الممتاز مرتين، في تصريحات لـ DW "هناك اهتمام متزايد بكرة القدم النسائية، وما يؤكده هو البث المباشر لبعض مبارياتنا وحضور المشجعين إلى الملعب".
وقالت اللاعبة التي ستتوجه مع ناديها إلى الأردن، حيث يواجه فريق سيلورز نادي أوديشا إف سي الهندي وفريق الاتحاد الأردني في المرحلة التمهيدية "أنا متحمسة للغاية للعب في دوري الأبطال"، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تسافر مجموعة من المشجعين مع فريقها.
وأضافت المتحدثة "فريقنا عبارة عن مزيج من اللاعبات الشابات والمخضرمات، لذلك سنعمل حقا على إظهار ما تدربنا عليه. لم نحظى بهذه الخبرة من قبل، لذلك نتطلع إليها".
قمة الدوريات القوية
صحيح أن النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا مهمة، لكن ما يهم حقا هو كيف ستبدو الأمور بعد خمس أو عشر سنوات. وحسب مويا دود فإنها "ستكون مسابقة مهمة ضمن الدوريات القوية والاحترافية التي تنتج أبطالا يمكنهم المنافسة دوليا". ثم تستدرك بالقول: ولكن يجب "أن يكون لدى كل نادٍ في تلك الدوريات قائمة من اللاعبات المحترفات بدوام كامل".
ومع ذلك، فإن اللاعبة الأسترالية الدولية السابقة تشعر بالقلق من إمكانية أن تصبح هذه البطولة في آسيا شبيهة بنظيرتها للرجال في أوروبا. فهناك حسب المتحدثة، تكسب الأندية التي تتأهل باستمرار لدوري أبطال أوروبا تعويضات مالية كبيرة مقارنة بمنافسيها، مما قد يكون له تأثير على القدرة التنافسية. وقالت دود "لا تزال جميع الدوريات في آسيا في طور النمو، وتواجه تحديات كبيرة".
وأصرت المتحدثة على توجيه رسالة بقولها "يجب على دوري أبطال آسيا للسيدات أن يتجنب جعل أفضل نادٍ، الأغنى على حساب البقية. يجب أن تُخلق الفرص للنساء في جميع أندية الدوري، وليس دعم الأوائل للتنافس بعيدا عن البقية".
هل هي بداية تألق الكرة النسائية في آسيا؟
تحدث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو عن أهمية كأس العالم للأندية للسيدات، وإقامة بطولة مكونة من 16 فريقا تنطلق في أوائل عام 2026.
وقال "حتى هذا التاريخ، لن تكون لدينا بطولة عالمية للأندية النسائية"، حسب إنفانتينو. "رغم ذلك، فإننا نطلب من الأندية تشكيل أندية نسائية في جميع أنحاء العالم. نحن بحاجة إلى منح اللاعبات الفرصة للأداء بشكل جيد على الساحة العالمية وتطوير أنفسهن في جميع قارات العالم".
هوي شين تركز حاليا على التحديات الأقرب زمنيا، والتي تطرحها المباريات القادمة ضد كل من أندية الهند والأردن، إذ قالت "نحن نتطلع إلى التأهل من المرحلة التمهيدية والوصول إلى الجولة التالية حيث ستتواجه الكثير من الفرق الجيدة". وأضافت "سنبذل قصارى جهدنا ونأمل أن نلعب بأسلوب كرة القدم الذي نريده".
م.ب