مونديال السيدات- قلة عدد المدربات وهيمنة ذكورية على التدريب!
٩ أغسطس ٢٠٢٣أظهرت نهائيات كأس العالم للسيدات في كرة القدم المقامة في أستراليا ونيوزيلندا نقصًا في المدربات، ليس فقط في المونديال بل على جميع مستويات الكرة المستديرة، حيث اقتحم المدربون الذكور عالم السيدات.
ومع اقتراب المونديال من ربع النهائي، باتت الهولندية سارينا فيغمان التي تشرف على إنجلترا المدربة الناجية الوحيدة على خط التماس، علمًا أن بطولة كأس العالم للسيدات المكوّنة من 32 منتخبًا انطلقت مع 12 مدربة. يشكّل ذلك نسبة 37.5 في المئة، وهي النسبة نفسها التي سُجلت في مونديال فرنسا 2019، عندما كانت 9 من المنتخبات الـ 24 بإشراف مدربات.
قال الأمريكي راندي والدروم (66 عامًا)، مدرب المنتخب النيجيري الذي خسر أمام نظيره الإنجليزي بقيادة فيغمان بركلات الترجيح في دور الـ16: "هي مشكلة ليس فقط على الساحة الدولية ولكن على كل المستويات في لعبة السيدات"، وتابع: "نحن بحاجة إلى المزيد من المدربات في هذه الرياضة".
في إنجلترا، حيث تتمتع كرة القدم للسيدات باحترافية عالية، أنهت خمسة من الفرق الـ 12 في الدوري الممتاز للسيدات الموسم الماضي تحت إشراف مدربة. وفي بعض الدول، بما في ذلك نهائيات كأس العالم، دخلت كرة القدم النسائية عالم الاحتراف أخيرًا، بينما لا تزال رياضة للهواة في بلدان أخرى.
يعتقد الكثيرون داخل عالم الكرة المستديرة أن انغماس المزيد من المدربات سيتضاعف بمجرد أن تترسخ أكثر كرة القدم للسيدات. قالت جيما غراينغر مدربة ويلز لشبكة "سكاي سبورتس" في وقت سابق من هذا العام: "بطبيعة الحال هناك المزيد من المدربين"، وتابعت: "دخلت كرة القدم عند الرجال حقبة الاحتراف منذ فترة أطول ونشاهد انتقال المدربين إلى لعبة السيدات، وهذه هي الحالة التي نعيشها في هذه اللحظة".
تحول اللاعبات إلى مدربات
الأمل هو أن تنمو النسبة في السنوات المقبلة، خصوصًا إذا تحوّلت اللاعبات الحاليات إلى مدربات في المستقبل عندما يضعن حدًا لمسيرتهن في الملاعب. وعلى الرغم من أن نسبة المدربات في كأس العالم هذه هي نفسها كما كانت قبل أربع سنوات، إلا أن هناك مؤشرات على إحراز تقدم منفرد، وأكبر مثال على ذلك شوي تشينغشيا التي دافعت عن ألوان المنتخب الصيني في النسخة الأولى من كأس العالم للسيدات عام 1991 قبل أن تشرف على تدريبه في هذه النسخة، لتصبح أول مدربة في الصين.
قالت فيغمان: "ما نأمله هو أن يصبح هذا التوازن صحيحًا في المستقبل، ونحن نعمل على ذلك، على الأقل في إنجلترا"، وأضافت: "أعلم في الكثير من البلدان الأخرى أيضًا، أنه يجب إعطاء فرص لمزيد من النساء في اللعبة وآمل أيضًا المزيد من المدربات في اللعبة". وتعتبر فيغمان (53 عامًا) حاملة مشعل المدربات بعدما توّجت بكأس أوروبا مع "الطواحين" الهولندية عام 2017 قبل أن تقود بلادها إلى نهائي كأس العالم بعد ذلك بعامين. ثم فازت بكأس أوروبا للمرة الثانية في مسيرتها العام الماضي مع "اللبؤات الثلاث".
وتبدو إنجلترا أبرز المرشحين للفوز بالمونديال في أستراليا ونيوزيلندا، وإذا تمكنت من الظفر باللقب، فستصبح فيغمان ثالث مدربة على التوالي تحقق هذا الإنجاز، علمًا أن الولايات المتحدة فازت كأس العالم مرتين متتاليتين في 2015 و2019 تحت قيادة المدربة جيل إليس.
الحاجة إلى تغيير طريقة التفكير والاستثمار
ويُضاف إلى هذه الإنجازات، ما تحقق في النسخ الثلاث الأخيرة في الألعاب الأولمبية، حيث نجحت الإنجليزية بيفيرلي بريستمان (كندا) وسيلفيا نايد (ألمانيا) والسويدية بيا سوندهاج (الولايات المتحدة) في تطويق عنقهن بالميدالية الذهبية ضمن منافسات كرة القدم للسيدات. كما كان نهائي مونديال 2019 للسيدات، الثاني بعد 2003، يجمع مدربتين في المنتخبين كليهما. في حين لن يتكرر ذلك في المونديال الحالي بعدما مُنيت مدربات النرويج هيغي ريس وسويسرا إنكا غرينغز وجنوب أفريقيا ديزيريه إليس بالهزيمة في دور ثمن النهائي.
قال والدروم الذي أمضى معظم مسيرته في تدريب الفرق النسائية على مستوى الكليات في الولايات المتحدة، إن هناك حاجة إلى الاستثمار وتغيير طريقة التفكير. وأضاف مدرب ترينيداد وتوباغو السابق: "ليس الأمر أن الرجال لا ينبغي أن يكونوا مدربين"، وأردف: "أعتقد أنهم إذا أحبوا لعبة السيدات واستثمروا فيها، فعندئذ يجب أن تتاح لنا الفرصة للقيام بذلك، لكننا بالتأكيد بحاجة إلى استثمار أكبر في تدريب السيدات"، مؤكدًا أن الأمر يتعلق أيضًا بـ"تغيير عقلية الأندية القديمة. يمكن للمرأة أن تدرب ويمكنها أن تكون فعالة للغاية".
وضمن السياق ذاته، قال المدرب الجامايكي لورن دونالدسون إنه لا ينبغي قراءة أي شيء في هيمنة المدربين الذكور في المراحل الأخيرة من بطولة هذا العام. وتابع عن مسألة بقاء مدربة واحدة في ربع نهائي مونديال أستراليا ونيوزيلندا: "هي مجرد واحدة من تلك الأشياء التي حدثت، حيث بقيت مدربة واحدة"، وختم: "وقد تنتفض وتفوز بكل شيء، من يدري؟".
م.ع.ح/ح.ز (أ ف ب)