دراسة: الدهون البنية تحمي من أمراض القلب والسكر!
١٤ يناير ٢٠٢١على عكس الأنسجة الدهنية البيضاء، فإن تراكم الدهون البنية ليس ضاراً بالجسم بل لها فوائد صحية عديدة. فبالإضافة إلى أن بعض الباحثين يرون فيها مفتاح علاج السمنة. وأظهرت دراسة حديثة حول هذا الموضوع، نشر نتائجها موقع "هايل براكسس" الألماني الطبي، أن الأشخاص الذين يحتوي جسمهم على نسبة عالية من الدهون البنية، أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل القلب و السكري.
استخدم الباحثون في جامعة روكفلر بالولايات المتحدة الأمريكية، بيانات من أكثر من 52 ألف شخص لدعم افتراض أن الدهون البنية تساعد هذه الدهون في الوقاية من الأمراض المزمنة.نتائج البحث نشرت مؤخراً في المجلة الطبية الشهيرة "Nature Medicine"، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من الأنسجة الدهنية البنية أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وفشل القلب ومرض الشريان التاجي.
تعمق الأبحاث حول الدهون البنية
من المعروف منذ عدة عقود أن ما يسمى بالأنسجة الدهنية البنية تؤدي مهام التمثيل الغذائي الخاصة في بعض الحيوانات وحديثي الولادة. إلى أن توصل العلماء عام 2009 إلى أن هذه الدهون البنية مخزنة في أجسام بعض الأشخاص البالغين خاصة في منطقتي الرقبة والكتفين. منذ ذلك الحين، شكلت الدهون البنية محور العديد من الدراسات، حيث أن الخلايا الدهنية المراوغة لها قدرات لا تمتلكها الخلايا الدهنية الطبيعية. على سبيل المثال، تعمل الدهون البنية على تسريع حرق السعرات الحرارية وإنتاج الحرارة.
يرى الباحثون مفتاح علاج السمنة في الأنسجة الدهنية البنية. ولكن يبدو أن للدهون البنية أيضاً وظيفة وقائية ضد العديد من الأمراض المزمنة. لفترة طويلة، لم يكن من الواضح ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من الدهون البنية يتمتعون بصحة أفضل، خاصة أنه من الصعب تحديد هؤلاء الأشخاص على الإطلاق لأن الدهون البنية مخبأة في أعماق الجسم. توفر الدراسة الحالية أكبر دليل حتى الآن على هذا الارتباط. قال بول كوهين ، كبير الأطباء في مستشفى جامعة روكفلر: "للمرة الأولى، هناك صلة بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض معينة". يرى فريق الدراسة إمكانات كبيرة للفوائد العلاجية للدهون البنية.
فوائد علاجية عديدة
من أجل جعل الدهون البنية مرئية، من الضروري إجراء فحوصات (PET) وهي نوع من الدراسات الإشعاعية التي تستخدم الإشعاع لكشف وتتبع النشاط أو المرض في الجسم عبر الخلايا. من ناحية تعد هذه الفحوصات مرتفعة التكاليف ومن ناحية أخرى تعرض الأشخاص المختبرين للإشعاع. لهذا السبب، ظلت الدراسات حول هذا الموضوع قليلة حتى الآن. يقوم الباحثون في جامعة روكفلر الآن بتقييم البيانات من مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان، حيث يخضع آلاف الأشخاص لفحوصات (PET) لتشخيص السرطان كل عام. قام أطباء الأشعة في مركز السرطان بتمييز الدهون البنية المكتشفة في عمليات المسح حتى لا يخطئوا في اعتبارها أوراماً. يوضح المشرف الرئيسي على الدراسة، توبياس بيشر: "لقد أدركنا أن هذا يمكن أن يكون مورداً قيماً لبدء التحقيق في الدهون البنية على مستوى السكان".
بهذه الطريقة، جمع الفريق حوالي 130ألف مسح ضوئي من أكثر من 52 ألف شخص. تم تحديد الدهون البنية في عمليات المسح في حوالي 10 بالمائة من هذه المجموعة. هذه هي أكبر مجموعة معروفة من البيانات عن الأفراد ذوي الأنسجة الدهنية البنية.أظهرت مقارنة المجموعات التي تحتوي على دهون بنية وبدونها أن بعض الأمراض المزمنة تحدث بشكل أقل في الأشخاص الذين يعانون من الأنسجة الدهنية البنية. على سبيل المثال، في المجموعة التي لا تحتوي على دهون بنية ، عانى 9.5 بالمائة من الأشخاص من مرض السكري. من بين أولئك الذين يعانون من الدهون البنية ، كان 4.6 في المائة فقط مصابون بمرض السكري - أقل من نصف ذلك. كما تبين أن المجموعة التي تحتوي على الدهون البنية كانت أقل عرضة للإصابة بمستويات غير طبيعية من الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك ، لوحظ وجود قصور في القلب ومرض الشريان التاجي بشكل أقل. تم تسجيل هذه العلاقات لأول مرة في الدراسة الحالية.
كيف نحصل على المزيد من الدهون البنية؟
بول كوهين، كبير الأطباء في مستشفى جامعة روكفلر يرى أن "السؤال الطبيعي الذي يطرحه الجميع، ما الذي يمكنني فعله للحصول على المزيد من الدهون البنية في جسمي؟" هو أمر طبيعي، لكن لسوء الحظ، لا يوجد حتى الآن إجابة على هذا السؤال المثير. الهدف من الأبحاث في السنوات القادمة هو الإجابة على هذا السؤال. على سبيل المثال، يمكن تصور طريقة دوائية لتحفيز نشاط الأنسجة الدهنية البنية لعلاج السمنة والأمراض ذات الصلة.
لكن موقع "Welt" الألماني، يكشف على أن هناك طريقة طبيعية يمكن من خلالها تحويل الأنسجة الدهنية البيضاء بشكل طبيعي إلى أنسجة دهنية بنية، وهي عن طريق ممارسة التمارين الرياضية. لكن لا زال العلماء لحد الآن يبحثون عن الطرق الممكنة وغير ضارة، من أجل تزويد الجسم بالمزيد من الأنسجة الدهنية البنية.
إ.م/ ع.أج