خطة عنان السورية وتحدي التطبيق: بداية غير موفقة؟
١٠ أبريل ٢٠١٢أراد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في كلامه بموسكو أن يلقي الكرة في ملعب المعارضة. فقد أعلن في مؤتمر صحافي عقده اليوم الثلاثاء (10 نيسان/ أبريل 2012) في موسكو مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أن سوريا سحبت "بعض وحدات الجيش من بعض المدن" تنفيذا لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان. مشيرا إلى إجازة حكومته لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سوريا منذ 25 آذار/ مارس أي منذ موافقة سوريا على خطة عنان لغاية اليوم".
وتابع المعلم "استقبلنا رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي ووصلنا إلى تفاهمات بشأن استقبال المساعدات وإيصالها إلى المحتاجين بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري. وتم الإفراج عن عدد من المعتقلين بسبب أحداث الشغب التي قاموا بها".
DW عربية تحدثت إلى أمين سر المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري مؤيد قبلان وسألته عن وقف إطلاق النار ومدى التزام الجانبين به فأجاب "إن وقف إطلاق النار يعتمد بنسبة 80% على موقف النظام السوري، فهو الذي يقوم بالعمليات العسكرية، فيما تدافع قوات الجيش السوري الحر عن الناس من هجمات قوات النظام التي تقتل كل يوم عشرات من أبناء الشعب وطيرانه المقاتل يقصف مناطق الاحتجاجات، هذه الأوضاع تمثل تحديا غير مسبوق للمجتمع الدولي".
" تفاهم سوري- روسي بضرورة وصول مهمة عنان إلى غايتها"
لم يكن توقيت زيارة وزير الخارجية السوري لموسكو مصادفة، بل إن لقاءه بنظيره الروسي هو نوع من التلويح بأن موسكو قد تدعم إلى حد ما خطة عنان وقد ترسل ممثلين عنها إلى لجنة المراقبين الدوليين في سوريا .DW عربية تحدثت إلى عماد فوزي شعيبي رئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية في دمشق وهي مؤسسة قريبة من السلطة وسألته عن توقيت زيارة المعلم إلى موسكو بالتزامن مع وقف إطلاق النار فقال: "مهمة كوفي أنان تتعثر بسبب عدم قدرة الأخير على الوفاء بالتزاماته لأن المسلحين ومن يدعمهم لم يقدموا له التزامات يمكنه الاعتماد عليها، ومن الواضح أن هناك تفاهما سوريا -روسيا بضرورة وصول مهمة عنان إلى غايتها، ولابد من قيام صفقة كاملة بين الأطراف التي تورطت وهي في الخارج وبين الأطراف الموجودة في الداخل".
المعارض قاسم سعد الدين قال لوكالة أنباء رويترز متحدثا باسم المعارضة في الداخل إنهم ملتزمون بوقف إطلاق النار لكنهم يمهلون الرئيس السوري بشارالأسد حتى يوم الخميس المقبل لسحب قواته وإلا سيعاودون القتال. فيما كشف أمين سر المكتب الإعلامي في المجلس الوطني السوري مؤيد قبلان لـ DW عربية عن تصور المعارضة للسيناريو المقبل بالقول: "إذا حضر مراقبون دوليون وإذا راقبت وسائل الإعلام الحرة في العالم وقف إطلاق النار، فإن الجيش السوري الحر وكل فصائل الحماية المدنية ملتزمون بالمعايير الدولية لوقف إطلاق النار، ولكننا نستطيع أن نثبت كل يوم بأن النظام السوري لن ولم يلتزم بوقف إطلاق النار، ونحن نتساءل: من هم المعتقلون الذين سيطلق النظام سراحهم، وما نسبتهم بالنسبة لألوف المعتقلين؟ "
كل الأطراف تطالب بمراقبين دوليين
الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني من جانبها أدانت الشروط الجديدة التي وضعتها دمشق لتطبيق خطة كوفي عنان معتبرة أنها "غير مقبولة" و"غير قابلة للتطبيق". فيما تحفظ عماد فوزي شعيبي على موضوع وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن " خطة عنان لا تتحدث عن وقف إطلاق النار، بل عن وقف العنف ، ولكن تناول وسائل الإعلام لهذه المبادرة اتسم بعدم الدقة ".
رئيس مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية والمقرب من مركز القرار في دمشق مضى إلى القول "إذا كنت أريد من الدولة سحب الجيش من المدن المشتعلة فلابد من وجود مراقبين مهمتهم أن يروا بأعينهم كيف يتم التنفيذ من جهة وكيف لا يتم ذلك من الجهة الأخرى، لكي يتم بعد ذلك إقامة إجراءات الدولة تحت مظلة المراقبين الدوليين والأطراف التي ستتولى تنفيذ مبادرة كوفي عنان".
"وقف للعنف وليس وقف للتظاهرات"
قائد المجلس العسكري الذي شكله المنشقون عن الجيش السوري مؤخرا العميد مصطفى الشيخ قال "إن القوى الغربية والإقليمية، التي تبحث كيفية دعم الانتفاضة المستمرة منذ عام ضد الأسد يجب ان تفكر في توجيه ضربات جوية لإنهاء حكم النخبة العلوية"، كما نقلت عنه وكالة أنباء رويترز فيما تتحدث مصادر المجلس الوطني السوري عن وقف متبادل لأعمال العنف، وفي تفسيره لتصورات المعارضة عن ذلك قال المعارض مؤيد قبلان "إن وقف إطلاق النار من الجانبين لا يعني وقفا للتظاهرات السلمية، ونحن نأمل أن يسحب النظام السوري كافة المدرعات، وأن يلتزم وليد المعلم بوعوده وهو الذي لم يلتزم بكل وعوده سابقا".
قبلان أكد على سلمية المعارضة وأهمية أن تعود إلى نهجها السلمي إذا توقف العنف مشيرا إلى" أن جذوة الثورة بدأت سلمية، والعمليات التي قام بها الجيش السوري الحر إنما جاءت ردا على هجمات قوات النظام على المدنيين، فالثورة السلمية هي الأساس، وإذا عادت إلى نهجها السلمي فلا ضرر في ذلك ".
وفي معرض قراءته للمشهد المستقبلي في سوريا دون عنف قال قبلان " التظاهرات سمة حضارية ديمقراطية تقوم بها كل المجتمعات، وهي ليست خروجا عن النظام، بل هي تعبير عن الرأي، وإذا توقف العنف فستعود الجماهير للتعبير عن رأيها بالتظاهر".
ملهم الملائكة
مراجعة: هبة الله إسماعيل