خبير: لهذه الأسباب إيران ستبقي على ميليشياتها طويلا في سوريا
٣٠ أبريل ٢٠١٨DW عربية: من هي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي تقاتل في سوريا؟
حسن أبو هنية: في اعتقادي أن الميليشيات التي دخلت إلى سوريا تقدر بـ 45 ميليشا، لكن أبرزها هي ميليشيا فيلق القدس بقيادة اللواء قاسم سليماني، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني. وتبقى أكبر ميليشيا في سوريا، هي حزب الله، على اعتبار أن حزب الله لديه قوات كبيرة في سوريا منذ تدخله بشكل مباشر في سوريا نهاية 2012. إلى جانب ذلك هناك حوالي 40 ميليشيا عراقية، مثل حركة أبو الفضل العباس وحركة النجباء وحزب الله العراقي وميليشيا بدر، وغيرها من الميليشيات التي تدخل في إطار الحشد الشعبي في العراق والتي تحمل نفس الأسماء في سوريا.
وهناك طبعا ميليشيات الفاطميون أو الزينبيون وهي ميليشيات شيعية أفغانية باكستانية، وهذه الميليشيات كلها تعمل بشكل مباشر تحت إمرة قاسم سليماني وشاركت في معظم المعارك التي خاضها النظام، سواء في حلب أو في مناطق دير الزور.
ماهي أماكن تواجدها بالتحديد في سوريا وهل هناك تقديرات حول عددها؟
تتفاوت التقديرات بخصوص عدد الميليشيات المقاتلة إلى جانب النظام في سوريا، لكن عددها يترواح بين 25 و40 ألف مقاتل. وهذا العدد يزيد وينقص. فحزب الله مثلا، وصل عدد عناصره في ذروة تواجده بسوريا إلى 4 آلاف مقاتل. وفي بعض الأحيان يقل عدد مقاتليه هناك إلى ألفين مقاتل، فالأرقام بشكل عام متحركة وليست ثابتة.
أما بخصوص أماكن تواجدها فهذه الميليشيات موجودة في كل المناطق في سوريا، في دمشق في حي السيدة زينب و في الجبهة الجنوبية وعلى الحدود مع البوكمال وفي حلب ودير الزور. فهذه الميليشيات منتشرة تقريبا في كافة مناطق سوريا.
إلى أي مدى كان للميليشيات الشيعية دور أساسي في حسم الصراع لصالح قوات الأسد في سوريا؟
نعم، فكما قال قاسم سليماني محسن رضائي، المسؤول بالحرس الثوري، لولا التدخل الإيراني لسقط النظام، وبالتالي فهذه الميليشيات كان لها دور حاسم في الحفاظ على النظام، إلى جانب القوات الروسية فيما بعد بطبيعة الحال.
هل في نظرك أن استقرار هذه الميليشيات في سوريا بعد الحرب أمر وارد، وما هي أهدافها المستقبلية؟
في اعتقادي أن هذه الميليشيات ستبقى في سوريا، فقد شاهدنا خططا تؤكد ذلك، مثل التبادل السكاني في بعض المناطق كاتفاق الفوعة ـ الزبداني وشاهدنا عملية توطين في حزام دمشق، فالميليشيات الشيعية موجودة في حي السيدة زينب وغيرها من المناطق.
صحيح قد يغادر بعض عناصرها سوريا في وقت لاحق، لكن معظمهم موجود بنية البقاء في سوريا. وأعتقد أن إيران تحاول، كما هو الحال بالنسبة للحشد الشعبي، تجنيس هؤلاء أو سلك سبل أخرى تساعدهم على البقاء في المنطقة. ولن تتخلى إيران على هذه الميليشيات وستبقى أحد أدواتها. وهذا كما أعتقد أحد أسباب النزاع، كما حدث بين إيران وإسرائيل بعد الاتفاق على حفظ التصعيد جنوب غرب سوريا في درعا.
فإلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية يشكل الوجود الإيراني أحد انشغالات الإدارة الأمريكية الجديدة وكذلك إسرائيل، إذ تخشى إسرائيل من إنشاء جيب مقاومة جديد على غرار حزب الله في القنيطرة وفي الجولان وفي المنطقة الحدودية. لذلك ففي نظري أن هذه القوات والميليشيات ستبقى في سوريا إلى أمد بعيد.
هناك أنباء حول تجنيس بعض أفراد الميليشيات الإيرانية والأفغانية في سوريا. هل لديكم معلومات بهذا الخصوص؟
صحيح هناك فعلا تجنيس وأيضا توطين، أي بمعنى إيجاد أماكن سكن في سوريا لهذه الميليشيات. وكدليل على ذلك الإجراءات التي قام بها النظام السوري في الغوطة الشرقية أو ما يقع الآن بجنوب دمشق أو كما وقع سابقا في مناطق أخرى. هناك عمليات تهجير تتم إما عن طريق التبادل أو الاستيلاء، وبالتالي يتم تجنيس أو توطين هؤلاء المقاتلين.
لماذا في نظركم يتم تسليط الضوء على المقاتلين الأجانب في صفوف المعارضة في سوريا ونادرا ما يتم الحديث عن الميليشيات الخارجية التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد؟
السبب بسيط وفي اعتقادي أن المجتمع الدولي مهتم بالإرهاب الدولي العابر للحدود وبالتالي فإن الإرهاب السني المتمثل سواء في القاعدة أو النصرة أو داعش وتنفيذه لعمليات خارجية هو ما يقلق المجتمع الدولي. أما الميليشيات الشيعية في سوريا فعملها داخلي ولم يثبت استهدافها لأهداف أوروبية أو أمريكية، وبالتالي فهي لا تشكل خطرا كبيرا على المستوى الدولي. كما أنها ليست مصنفة على أنها حركات إرهابية.
وهذا في نظري ما يجعل هذه الميليشيات وكأنها تعمل في إطار سيادي بعد أن اُستدعيت من قبل القوات السورية للقتال إلى جانبها. فعدم تورطها في أعمال خارجية وعدم تصنيفها حركات إرهابية يجعل الأضواء لا تسلط عليها كثيرا.
حسن أبو هنية، كاتب وخبير أردني متخصص في شؤون الجماعات المقاتلة
أجرى الحوار: هشام الدريوش