خبير ألماني: الصور القادمة من سوريا تدل على هجوم كيماوي
٢٣ أغسطس ٢٠١٣DW: ما النتائج التي يمكن أن تتوصل لها في ضوء مشاهدتك للمقاطع المصورة القادمة من سوريا، هل أُستخدم السلاح الكيماوي فعلاً؟
رالف تراب: أعتقد أنه من المؤكد أن الحديث يدور وللأسف عن هجوم بالسلاح الكيماوي. فالصور التي رأيناها لا يمكن تفسيرها بشكل آخر. والسلاح الذي استخدم لم يترك تبعات تشير إلى حدوث انفجارات، بل كل ما رأيناه يشير إلى استخدام أسلحة سامة تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا. هذا ما يمكن توقعه عندما يُشن هجوم بالسلاح الكيماوي.
هذا ما يمكن استنباطه من الصور. لكن ربما يحتاج المرء إلى أدلة تُجمع ميدانياً. ما هي صعوبة مثل هذه الخطوة.
نعم. إذا تمكن فريق المفتشين الدوليين المتواجد حالياً في دمشق من الدخول إلى مناطق التي سقطت فيها الصواريخ وكذلك إلى المستشفيات، فإنه مهمته في التحري لن تكون صعبة. فجميع الدلائل ما زالت حديثة وهذا الفريق سيستطيع أخذ عينات بيولوجية وعينات من محيط الهجمات، وربما يتمكن من العثور على بقايا أسلحة. هذا جميعه جيد بالنسبة لإجراء التحريات التي يجب أن تتمخض وبسرعة عن نتائج.
وهل يمكن التوصل أيضاً إلى هوية من استخدم هذه الأسلحة؟
ليس بشكل مباشر، أقصد أن مهمة فريق المفتشين هي جمع الدلائل من مكان حدوث الهجمات. وهذا يعني تعليق الآمال على معرفة نوعية السلاح الذي تم استخدامه ومكونات هذا السلاح. وهذا يعني أننا سنعرف ما إذا كان الحديث يدور عن استخدام سلاح تقليدي أو سلاح تم تركيبه لهذا الغرض. نستطيع التعرف على تركيبة هذا السلاح، إذا تمكن المفتشون من العثور على بقايا منه. إذا هناك سلسلة من الأشياء التي قد تدلنا على مصدر هذا السلاح، وربما عن الجهة التي استخدمته. ولكن هذا كله ليس مهمة فريق المفتشين الدوليين، فمهمته الرئيسية هي جمع الدلائل في عين المكان وعما حدث.
وفي ضوء هذا هل يمكنكم التوصل إلى تخمين ما حول نوعية المادة القتالية المستخدمة في هذا السلاح ومن يكون قد يمتلكها؟
الأمر ليس بهذه البساطة، بسبب تناقض المعلومات التي تصلنا، فنحن لا نعرف من أين تأتي بعض الفيديوهات ولا نعرف ما إذا كانت هذه الفيديوهات قد صُورت في أماكن شهدت هجمات. التقارير عن استخدام السلاح الكيماوي كثيرة وسبق تقديمها. بعض هذه الصور تشير إلى استخدام مادة الفوسفات العضوية التي تعتبر نوعاً من أنواع غازات الأعصاب. كما تم الحديث عن غاز السارين. لا نستطيع نفي ذلك. صور أخرى تشير إلى استخدام مواد قتالية أخرى تؤثر على الجهاز العصبي. هذا كله يتطلب إجراء التحريات في المكان الذي استخدم فيه هذا السلاح. علاوة على ذلك، يجب إجراء فحوصات على المصابين وأخذ عينات دم وبول منهم. هذا جميعه يساعد في تحليل ما حدث وهكذا.
رالف تراب: خبير في الأسلحة الكيماوية ويدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ويعد أحد المستشارين المستقلين في قضايا التسلح.