خبراء ألمان يستبعدون عودة سباق التسلح بين موسكو وواشنطن
٢٠ أكتوبر ٢٠٠٧في ظل استمرار الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشأن الدرع الصاروخي والملف النووي الإيراني، تتزايد مخاوف بعض السياسيين الألمان والأوروبيين من عودة شبح الحرب الباردة وانجراف القوى العظمى إلى سباق تسلح جديد يهدد السلم العالمي. وجاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا بأن بلاده بصدد تطوير أسلحة نووية جديدة في إطار خطة تهدف إلى تعزيز دفاعاتها كبادرة تشير إلى أن العالم ربما يكون مقدما على مرحلة جديدة من التوترات. وزاد من تعزيز المخاوف تهديد بوتين بالانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، وهي المعاهدة التي أبرمت في فترة نهاية الحرب الباردة بهدف تفكيك الصواريخ النووية الأمريكية والروسية التي كان بالإمكان استخدامها لشن ضربات داخل أوروبا.
وفي خضم هذه التطورات يتباين تقييم الخبراء والساسة الألمان لدلالات الخطاب الروسي الأخير الذي ينطوي على رغبة روسية أكيدة في لعب دور أكبر على الساحة الدولية، فضلا عن رغبة موسكو في استعادة ثقلها السياسي الدولي وإثبات وجودها كقوة عسكرية عظمى.
موسكو تسعى لاستعادة أمجاد الماضي
مما لا شك فيه أن خطط واشنطن المثيرة للجدل بشأن إقامة درع دفاعي صاروخي وسط أوروبا وشرقها، وإعلان روسيا عن برامج جديدة لتطوير الأسلحة النووية ساهم إلى حد ما في تشنج العلاقات الروسية الأمريكية، بما ينذر بعودة أجواء الحرب الباردة. غير أن عددا من الخبراء الألمان قلل من تلك المخاوف. فإعلان بوتين عن برامج التسلح الجديدة ما هو إلا رد فعل ناجم عن شعور القادة الروس بأن الولايات المتحدة لا تأخذ تحفظاتهم على محمل الجد، كما جاء في مقال لمجلة فوكس الألمانية نقلا عن خبير الشؤون الروسية الكسندر رار، الذي ينتمي إلى الرابطة الألمانية للسياسة الخارجية، التي تعد واحدة من أهم المراكز البحثية في ألمانيا.
من ناحيته يعزي هورست تيلتشيك، منظم وراعي مؤتمر ميونيخ للأمن، في حديثه مع نفس المجلة ،التصعيد في التصريحات المتبادلة بين واشنطن وموسكو إلى أسباب تتعلق بالانتخابات الروسية القادمة. وذكرت المجلة أيضا نقلا عن وزير الدفاع الألماني السابق فولكر رويه أن على الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا العودة إلى طاولة المفاوضات. وأشار في هذا السياق إلى أن موسكو ترغب في إشراكها بالقرارات الدولية وأنه كان من الخطأ إعلان واشنطن إقامة درع الدفاع الصاروخي من جانب واحد دون التشاور مع الجانب الروسي.
روسيا ولعبة المصالح
على صعيد آخر يرى اليفر ترينرت خبير الشؤون الأمنية عن المعهد الألماني للدراسات الأمنية والسياسية أن روسيا ترغب في تحديث ترسانة أسلحتها وتتخذ الخطط الأمريكية ذريعة لذلك. ويرى الخبير أيضا أن موسكو تحاول من خلال مواقفها تصديع العلاقات الأمريكية الأوروبية بشكل يخدم مصلحتها. ورغم ذلك دعا ترينرت إلى استئناف المفاوضات مع روسيا بشأن نشر الدرع الصاروخي الأمريكي وسط أوروبا.
وفي ما يتعلق بنزوع القوتين العظميين إلى سباق تسلح جديد عقب الخلاف بشأن الدرع الصاروخي يرى ترينرت في تحليل نشرته صحيفة دي فيلت أن إيران هي البلد الوحيد الذي يمكنه تهديد بصواريخ نووية على المدى البعيد، ويضيف في هذا السياق: "إذا ما تم حل مشكلة الملف النووي الإيراني فإنه لا داع لإقامة الدرع الصاروخي".