حلم الدراسة في ألمانيا ومعاناة الحصول على التأشيرة
٩ أبريل ٢٠١١في قاعة تابعة للسفارة الألمانية بدمشق والتي تغص بعدد كبير من الشباب الراغبين في الحصول على تأشيرة، يجلس الشاب سامر متأهبا على كرسي غير مريح وأنظاره مشدودة على الموظف الذي ينادي بالأسماء التي ستخضع للمقابلة الخاصة بمنح التأشيرات. "أنا خائف ومتوتر، فهذه المرة الثالثة التي أتقدم بها بطلب سفر بغرض الدراسة، وفي كل مرة يتم رفض طلبي رغم استكمال الأوراق المطلوبة"، يقول سامر الراغب بدراسة الهندسة المعمارية في إحدى الجامعات الألمانية. وعلى الرغم من هذا الرفض يؤكد هذا الشاب تصميمه على مراجعة القسم القنصلي في السفارة حتى يحصل على التأشيرة اللازمة. ويضيف: "منذ صغري أحلم بدراسة الهندسة في هذه الجامعات التي تتمتع بمستوى علمي جيد وبسمعة ممتازة في الدول العربية، وهو أمر ألاحظه من خلال متابعتي للبرامج العلمية على شاشات التلفزيون الألماني وغيره".
وعلى بعد بضعة أمتار منه في القاعة يجلس شبان لديهما نفس المشكلة، محمد على سبيل المثال يخشى أيضا رفض طلبه للحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا بسبب كثرة الأوراق التي تُطلب. ويزيد من خشيته رفض طلبات زملاء له دون أن يحصلوا على مبررات الرفض من مسؤولي السفارة على أساس أن الأخيرة مخولة برفض أي طلب دون توضيح السبب.
معاناة قاسية قبل حصول الطالب على تأشيرة ألمانية
وإضافة إلى الإجراءات البيروقراطية المعقدة فإن عددا كبيرا من الشباب السوري الراغب بالدراسة في ألمانيا يرى بأن هناك تمييزا وتفرقة بين الطالب السوري واقرانه في بلدان أخرى كالأردن. "مطلوب منا كسوريين الحصول على شهادة زد دي/ ZD (وهي الشهادة التي تتضمن إتقان تسع مستويات من اللغة الألمانية) قبل تقديم طلب الفيزا، بينما يكفي للطلاب الأردنيين أو السعوديين المستوى الثاني أو الثالث" كما يقول ماهر الذي يطمح إلى الحصول على تأشيرة، ويتساءل هذا الأخير عن سبب هذا التمييز الذي لا يمكنه تفهمه. وفي السياق ذاته ترى مايا "أن المعاملة التي يعامل بها الطالب على العموم في السفارة الألمانية مذلة حيث يخضع مثلا لتفتيش جسدي دقيق وإلى نزع أجهزة الموبايل". ولا تخفي مايا وزملائها الامتعاض من إجبار السوريين على دفع رسوم لأخذ موعد من السفارة عن طريق إلزامهم بشراء بطاقة هاتفية خاصة. إذ "لا يمكن الاتصال من رقم ثابت وأخذ موعد، بل يجب شراء بطاقة "سوا" بقيمة 400 ليرة والقيام بالحجز الكترونيا"، تقول مايا مشيرة إلى حديث متداول مفاده "أن هذا الإجراء غير قانوني وأن وزارة الخارجية الألمانية لا علم لها بهذه الإجراءات ".
السفارة ليست جزءا في المشكلة
وفي معرض ردها على الاتهامات الموجهة لقسم تأشيرات الدخول إلى ألمانيا، أكدت فرانسيسكا شيرمر، وهي مسؤولة في قسم التأشيرات بالسفارة الألمانية بدمشق على اهتمام السفارة بمعظم طلبات الدراسة ، "يسرنا أن تكون ألمانيا في المرتبة الأعلى بالنسبة للطلاب السوريين، غير ان عملية إصدار تأشيرة خروج تتطلب موافقة المكتب المحلي للأجانب في الولايات الألمانية، ومن دون موافقتهم لا يمكن للسفارة أن تصدر التأشيرة"، وتضيف بأن من أبرز أسباب "رفض طلبات الطلاب هي أن العديد منهم يعتمد على وكالات قبول جامعي وشركات غير متخصصة تعمل على تقديم المساعدة في القبول من إحدى الجامعات الألمانية وتأمين شهادات إتقان اللغة الألمانية، غير أننا نتفاجأ عندما يأتي الطالب ومعه شهادة إتقان للغة أنه لا يعرف تكوين ثلاثة جمل بسيطة بالألمانية. وتضيف: "نعرف كم يصرف الطالب من مال للحصول على الأوراق المطلوبة لكن الطلاب يختارون وكالات غير موثوق بها من قبل السفارة، وهذه الوكالات ليست مختصة بمسائل تأشيرة الدخول"، وحسب رأي فرانسيسكا فإن تلك الوكالات لا تستطيع التأثير على قرار السفارة الذي يعتمد على قوانين وضوابط معينة. ومن تبعات ذلك اضطرار الطالب لمراجعة السفارة أكثر من مرة لحين تأمينه الأوراق المطلوبة الصحيحة والمعترف بها. وفي السياق ذاته نقت فرانسيسكا ما يقال أن الطالب يتعرض لمعاملة غير ودية من قبل موظفي السفارة، "نحن نحاول تقديم أفضل الخدمات للزبائن، وفي حال كان هناك تذمر من سوء المعاملة فإننا نعمل على تفاديها بالسرعة الممكنة، مع أنني على دراية بأن زملائي في السفارة لطيفين مع المراجعين وغيرهم، كما أن التعامل بشكل غير لطيف أمر غير مقبول لدينا".
عفراء محمد – دمشق
مراجعة: يوسف بوفيجلين