جنيفر ماروجان .. جوهرة كرة القدم النسائية الألمانية
٣٠ يونيو ٢٠١٥رغم معاناتها من آلام مبرحة وانتفاخ في الركبة، إلا أن اللاعبة الدولية جنيفر ماروجان استجابت على الفور لطلب مدربة المنتخب الألماني النسائي لكرة القدم، سيلفيا نايد، بتسديد ركلات الجزاء، بعد أن انتهى الوقت الإضافي لمباراة ربع النهائي بين منتخبي السيدات الألماني والفرنسي بالتعادل بهدف لكل منهما. ماروجان تقدمت ببرودة أعصاب شددية وأودعت الكرة في الشباك الفرنسي، ليفوز منتخب ألمانيا بـ 5-4 مساء الجمعة الماضي (26 حزيران/ يونيو 2015) وينتزع بطاقة العبور إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العالم، المقامة حاليا في كندا.
وبعد المباراة، ظلت تداعيات الإصابة تطارد ماروجان، وبدا الترقب واضحاً على المدربة نايد، التي تخشى من ضرورة الاستغناء على لاعبة بقدرات كبيرة ومستوى ذكاء عالٍ في موقعة نصف النهائي أمام الولايات المتحدة الأمريكية، في مباراة توصف بأنها نهائي مبكر بين عملاقين في عالم الكرة النسائية، بين صاحب المركز الأول (الولايات المتحدة) والثاني (ألمانيا).
لكن سرعان ما ظهر نوع من التفاؤل على نايد، معلنة في إطار المؤتمر الصحفي الذي عقده الاتحاد الألماني لكرة القدم فجر الثلاثاء حسب التوقيت الأوروبي، أن فرص إشراك ماروجان في مباراة قبل النهائي أضحت قوية، بعد ظهور علامات التحسن على اللاعبة، مستدركة في الوقت نفسه أن "الحصة التدريبية الأخيرة هي التي ستبيّن مدى جهوزيتها" لخوض المنافسات. ولحسن حظ المدربة الألمانية، فإن جميع اللاعبات الكبار على أتم استعداد لمواجهة الأمريكيات، وعلى رأسهن حارسة المرمى نادين أنغير، التي تعد إلى جانب زميلتها الأمريكية هوب سولو من أقوى حارسات المرمى على الإطلاق.
بيد أن غياب ماروجان سيترك فراغاً واضحاً على مستوى خط الدفاع الهجومي. فالفتاة المعروفة بخجلها الشديد وميولها للهدوء تبدو على الملعب مختلفة تماماً، ذلك أنها تشكل القوة الضاربة للهجوم الألماني، وهي سريعاً ما تتقدم إلى الخطوط الأمامية مستعينة في ذلك بقدراتها الفنية العالية وسيطرتها الكبيرة على الكرة مع الدقة في التسديدات وذكاء مميز في ضبط إيقاع اللعب والتأثير على مجرياته. وعادة ما توصف ماروجان بأنها "جوهرة" كرة القدم النسائية أو "الموهبة السوبر" في ألمانيا. وقد فازت بالعديد من الألقاب، كلقب الدوري مع فريقها فراكفورت أو لقب أحسن لاعبة في بطولة كأس العالم لنسخة 2012 دون سن 20 عاماً.
ومهما قيل عن جنيفر ماروجان من صفات إيجابية، إلا أن اللاعبة دائماً غير راضية عن أدائها، مشددة أن عليها أن تتعلم من أخطائها كل مباراة. وبين اللاعبة والمنتخب الأمريكي خاصة علاقة ثأرية، فقد انتزعت منها سيدات الولايات المتحدة لقب نسخة عام 2012 من بطولة كأس العالم دون سن 20 عاماً، وبعدها بأربعة أسابيع من انتهاء البطولة هزت مرمى المنتخب الأمريكي عبر تسديدة عن بعد 25 متراً كانت مدفوعة بشحنة هائلة من الغضب، أنهت المباراة بالتعادل بهدفين لكل من الفريقين. وكانت تسديداتها تلك شبيهة بتسديدات "دون" ريال مدريد الإسباني، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي تعتبره اللاعبة الألمانية قدوتها الأولى والأفضل على الإطلاق بين اللاعبين الرجال.