جلال طالباني ـ رجل التسويات وأول رئيس كردي للعراق
٣ أكتوبر ٢٠١٧توفي الرئيس العراقي السابق جلال طالباني الثلاثاء (الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر 2017) في ألمانيا، بحسب ما أعلن حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، بعد سنوات من المرض أعقبت إصابته بجلطة دماغية عام 2012. ويعتقد على نطاق واسع أن المرض لم يسعفه لاتخاذ موقف علني من الاستفتاء الذي قاده منافسه السياسي مسعود بارزاني.
كان طالباني سياسيا محنكا ومفاوضا ماهرا. وتمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 وإعادة انتخابه رئيسا في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حتى إصابته بالمرض من مد جسور بين الأطراف المتناحرة في بلاده، ما ساهم في التخفيف من حدة التوترات. وكان طالباني يحظى باحترام شرائح واسعة مختلفة من المجتمع العراقي.
ولعب طالباني الملقب "مام جلال" أي "العم جلال" باللغة الكردية، دورا بارزا في تهدئة الأزمات بين العرب والأكراد في البلاد وتحسين العلاقات مع دول الجوار. وكان العراقيون يطلقون عليه لقب "صمام الأمان". وكان انصار طالباني يرون أنه لا يخشى تغيير مساره السياسي عندما يرى فرصا أفضل، حتى لو أن البعض كانوا يوجهون له اتهامات التلون.
ولد طالباني في 12 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1933 في قرية كلكان التابعة لقضاء كويسنجق في شمال العراق، وأمضى شبابه في النضال من أجل توحيد الشعب الكردي الذي يتوزع في العراق وتركيا وسوريا وإيران.
ودرس طالباني القانون في جامعة بغداد والتحق بعدها بالجيش لأداء خدمة العلم، ثم انضم إلى الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الملا مصطفى بارزاني، والد رئيس إقليم كردستان الحالي مسعود بارزاني. بعدها بدأ نضاله عبر انتفاضة الأكراد الأولى عام 1961 ضد الحكومة العراقية آنذاك.
وبدأت الخلافات تظهر عام 1964 بين طالباني وزعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني الملا مصطفى بارزاني، فانضم طالباني إلى مجموعة انشقت عن الحزب الديمقراطي الكردستاني. وفي عام 1975 شكل طالباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وواصل نضالا غالبا ما حمل خلاله السلاح، وكثف مطالبه بحكم ذاتي للأكراد.
بعد حرب الخليج الثانية، التي طرد بعدها جيش صدام حسين من الكويت، نجح الأكراد في الحصول على حكم ذاتي في كردستان بعد انتفاضتهم سنة 1991. وبات هذا الحكم قانونيا بعد الاجتياح الأميركي للعراق في 2003. في تلك الفترة، كان طالباني وبارزاني اتفقا على وضع خلافاتهما جانبا، وانتخب طالباني رئيسا للعراق وبارزاني رئيسا لكردستان.
خضع لعملية جراحية ناجحة في القلب في الولايات المتحدة في آب/أغسطس 2008. وفي 2012، أمضى طالباني 18 شهرا في ألمانيا لتلقي العلاج بعد إصابته بجلطة دماغية أقعدته على كرسي متحرك. وساءت حالته مجددا في أيلول/سبتمبر، فنقل مجددا إلى ألمانيا قبل 25 أيلول/سبتمبر، موعد الاستفتاء على استقلال كردستان.
الزعيم الكردي الراحل كان متزوجا من هيرو خان، ابنة المفكر والسياسي الكردي الراحل إبراهيم أحمد، وأب لولدين هما قبات، نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان الحالية، وبافل. وعرف طالباني بخفة ظله وسرده للنكات.
أ.ح/م.أ.م (أ ف ب)