تنوع عادات الغذاء إثراء لكل مجتمع
٧ نوفمبر ٢٠٠٧يختلف ذوق الأجانب عن الذوق الألماني فيما يتعلق بالأطعمة، هذا ما يؤكده مصطفى كيزيلغيديك الذي يعرف تقاليد الطعام التركية حق المعرفة، ويملك محلا تجاريا تركيا في منطقة نويكولن في برلين. فمحله يكتظ يوم السبت بالزوار، الذين يبتاعون أكياسا كبيرة من مختلف الأطعمة والمواد الغذائية، ويصل عدد زبائنه الأتراك الثلثين، في حين يمثل العرب الخمس من عدد الزبائن يعقبهم المهاجرون من يوغوسلافيا السابقة. أما الألمان فلا يتقاطرون بوفرة على هذه المحلات.
مواد تركية "صنع في ألمانيا"
في المحل التجاري الواقع بين منطقتي كرويتسبرغ ونويكولن في برلين تباع المواد الغذائية التي لا يمكن الحصول عليها إلا في محلات تركية. ويُقبل الزبائن الأجانب على هذه المحلات، وعلى شراء تلك المواد أيضا لأنها تعتبر نوعا من التعويض عن الوطن وعاداته ونوعا من الحنين على تلك الأصول، علما أن عدد المهاجرين أو المنحدرين من أصول مهاجرة في ألمانيا يمثل خمس سكان ألمانيا.
وتحمل الكثير من المواد الغذائية التركية علامة "صنع في ألمانيا"، لأنها مواد تصنع في شركات ألمانية تركية وتوزع من طرف تلك الشركات. وتصل مبيعات المحلات التركية عشرة مليارات يورو سنويا. لكن سلسلة المحلات التجارية الكبرى الألمانية تريد هي الأخرى خدمة الزبائن المنحدرين من أصول مهاجرة، ولهذا تقدم كثيرا على عرض بضائع تركية للبيع.
سياسة تسويق تتلاءم مع اختلاف الأذواق
تمنح سلسلة متاجر "ريفه" الألمانية حرية اختيار هذه المواد الغذائية للمحلات التجارية التابعة لها. ويقول المتحدث باسم هذه المجموعة في هذا الصدد: "إذا ما كانت لدينا نوعية معينة من الزبائن، تمتلك ذوقا مختلفا، فإننا نقوم في عين المكان بتلبية طلباتها". وهكذا فهناك محلات تابعة للمجموعة في فرانكفورت تعرض بضائع هندية، وفي هانوفر محلات أخرى تعرض بضائع تركية بسبب نسبة الأتراك الكبيرة التي تعيش في هذه المدينة، وأخرى في كولونيا تركز على الزبائن الإيطاليين.
ومن ناحيته يرى أونو هوفمايستر من جامعة هامبورغ، الذي يهتم بموضوع الهجرة والاستهلاك، أن الاندماج والحفاظ على العادات الاستهلاكية لا يمثل تناقضا، بل أيضا شكلا من أشكال الاندماج وإغناء ثقافة البلد المضيف. ويعزي الخبير الألماني الإقبال على مثل هذه المحلات أيضا إلى أسباب دينية، فالمهاجرون المسلمون يقبلون عليها لشراء اللحم الحلال، أو المذبوح على الطريقة الإسلامية.