استمرار النقاش حول هجرة اليهود الروس إلى ألمانيا
مازال العمل ساريا بالقوانين التي صدرت في عام 1991 والتي تقضي بالسماح بالهجرة إلى ألمانيا لأي شخص يعتنق الديانة اليهودية أو كان أحد والديه على الأقل يهودي الديانة دون أي شروط إضافية، وقد استفاد حوالي مائتي ألف شخص من مواطني الاتحاد السوفيتي سابقا من هذه التسهيلات الممنوحة لهم، وترى الحكومة الألمانية أن ذلك يمثل نجاحا، لأن المهاجرين من شرق أوروبا استطاعوا أن يحافظوا على بقاء الجاليات اليهودية في ألمانيا، ولكن الأمر لم يكن خاليا من المشاكل الناجمة عن صعوبة اندماج بعض المهاجرين بسبب ضعف اللغة الألمانية وقلة حظوظهم في الحصول على فرص عمل.
الاندماج هو الحل
يسعى وزراء داخلية الولايات الألمانية المعنية إلى التوصل إلى ترتيبات جديدة، من بينها إمكانية رفض طلب الهجرة، إذا كان من المتوقع أن يشكل المهاجرعالة على الدولة من خلال الحصول على المساعدات الاجتماعية واعانات البطالة، كما يشترط على القادمين وأزواجهم وأطفالهم الذين تزيد أعمارهم عن اثنتي عشرة سنة أن يكونوا على إلمام بمبادئ اللغة الألمانية، كما تشترط أن يقيموا اتصالات مع إحدى التجمعات اليهودية في ألمانيا، تقبل استقبالهم، علما بأن نصف المهاجرين اليهود لا يرتبط بأي تجمع يهودي. ويشير المتحدث باسم الحزب المسيحي الديمقراطي لشؤون السياسة الداخلية فولفجانج بوسباخ إلى أن الهدف الأساسي لهذه التسهيلات كان على العكس من ذلك، تقوية هذه التجمعات اليهودية.
انتقادات المنظمات اليهودية
وتتعرض القيود التي اتفق وزراء داخلية الولايات الألمانية المعنية سرا على فرضها إلى انتقادات عديدة، في المقام الأول من المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا، ومن اتحاد اليهود التقدميين اللذان يشتركان في اعتبار أن هذه القيود صارمة للغاية. ومن خلال تصريح له لدويتشه فيلله يعيد السياسي القيادي في حزب الخضر فولكر بيك إلى الأذهان ما يتعرض له اليهود في روسيا من عداء للسامية وما تتحمله ألمانيا من مسؤولية تاريخية عن اليهود، مما يجعلهم يتمتعون بوضع خاص في قضايا الهجرة. ويؤكد بيك على أن أية قرارات جديدة في هذا الشأن لا يجب أن تتم بدون اتفاق مع المنظمات اليهودية، مضيفا بقوله: "عندي خطابات من ثلاث منظمات يهودية تحتج بشدة على خطط وزراء داخلية الولايات الألمانية، مما يجعل الحاجة ماسة إلى نقاش متعمق في هذا الأمر."
اتفاق بين الولايات ووزير الداخلية الاتحادي
وعلى العكس من بيك، ترى كورنيلا سونتاج – فولجاست السياسية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك الأكبر في الحكومة، ضرورة توفر شروط معرفة اللغة الألمانية وفرصة الحصول على عمل، والاستعداد للاندماج، ولكن السياسية الاشتراكية التي تترأس لجنة السياسة الداخلية في البرلمان الألماني (بوندستاج) ترى ضرورة عدم إجراء أي تعديلات دون الرجوع إلى المنظمات اليهودية، وهو ما يتفق مع تصريحات وزير الداخلية الاتحادي أوتو شيلي.
على أي حال ينص قانون الهجرة الجديد على تحمل الولايات الألمانية بالاتفاق مع وزير الداخلية الاتحادي صلاحية البت في الشروط الجديدة للمهاجرين اليهود، ولكن وزراء داخلية الولايات الألمانية يتكتمون حتى الآن على ما اتفقوا عليه سرا، ولكنهم ما تأكد أنهم توصلوا إليه، هو ضرورة استمرار التسهيلات على الأقل بالنسبة للمهاجرين الذين حصلوا على موافقة للهجرة إلى ألمانيا حتى نهاية العام 2004.