تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية
٢٥ يناير ٢٠١١بعد يومين من الاستشارات النيابية وتصويت البرلمان أصدر الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم الثلاثاء(25 يناير/ كانون ثاني) مرسوما بتكليف رئيس الوزراء الأسبق والنائب الحالي نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله وحلفائه بتشكيل الحكومة الجديدة. ووفقا لما جاء في المرسوم الرئاسي الخاص بتكليف ميقاتي فقد فاز الأخير بترشيح 68 عضوا في البرلمان، بينما حصل سعد الحريري على 60 صوتا، من أصل 128 هم أعضاء البرلمان اللبناني.
وأثار ترشيح ميقاتي، وهو سني من طرابلس، احتجاجات في لبنان من أنصار رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري الذي كان يسعى لترأس الحكومة الجديدة.
فقد تحولت التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت اليوم تحت شعار "يوم الغضب" في لبنان إلى أعمال شغب شملت اعتداءات على عدد من الصحفيين، فيما انتشر عناصر الجيش اللبناني بكثافة في المناطق التي اندلعت فيها الاحتجاجات لاحتوائها.
وكان الآلاف من أنصار تيار المستقبل، الذي يتزعمه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، قد نزلوا إلى شوارع عدد من المدن اللبنانية، أهمها العاصمة بيروت وطرابلس في الشمال، للاحتجاج على تأييد أغلبية نواب البرلمان لتسمية مرشح المعارضة ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة المقبلة.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن مناصري تيار المستقبل أطلقوا النار باتجاه فريق الشبكة الوطنية اللبنانية للإرسال (إن بي إن) في منطقة الكولا والطريق الجديدة بالعاصمة بيروت، فيما أضرم محتجون غاضبون النار في سيارة النقل المباشر للفريق الإعلامي التابع لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية بساحة النور في مدينة طرابلس، بعد أن قاموا بتحطيمها بشكل كامل. كما اعتدى محتجون بالضرب على بعض الصحفيين.
هذا وذكرت قناة "العربية" الفضائية أن هناك مساع على الأرض لتهدئة الوضع المتأجج في لبنان، خصوصاً في مدينة طرابلس التي شهدت أعمال عنف واسعة وحوادث إطلاق نار متفرقة، فيما ظهر النائب عن تيار المستقبل محمد كبارة بين المتظاهرين بهدف تهدئتهم، بحسب القناة.
وكان مرشح حزب الله وحلفائه لرئاسة الحكومة، نجيب ميقاتي، قد توجه بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم بنداء إلى أهالي طرابلس قائلاًً: "أوجه نداء إلى أهلي في طرابلس، بصفتي نائباً عنها، أدعوهم فيه إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي إشكال مهما كان نوعه". وأضاف: "بالأمس قلت إنني مددت يدي إلى الجميع.. لن أدخل في جدل عما إذا كان ما يحصل مخطط له أو عفوي. ومهما حصل سعد الحريري، سيبقى أخاً وأفضل صديق لي، فنحن أبناء طائفة وملة واحدة".
"لا تنساقوا وراء دعوات مشبوهة"
من جهته أكد زعيم تيار المستقبل سعد الحريري استنكاره أعمال العنف التي قام بها المتظاهرون، معرباً عن أسفه للاعتداء على الصحفيين. وحذر الحريري، في خطاب متلفز اليوم، المحتجين من مغبة الانسياق وراء ما أسماه "بدعوات مشبوهة"، وشدد على أن هدفه هو "حماية الدولة من محاولة الهيمنة على قراراتها".
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أنصاره إلى استخدام الوسائل الديمقراطية في الاحتجاج، وإلى عدم الرضوخ للرغبات في الاحتكام إلى الشارع من أجل حل مشاكل البلاد السياسية.
هذا وشهدت مدن ومناطق لبنانية عديدة اليوم تجمعات لأنصار الحريري، بينها مدينة طرابلس، مسقط رأس ميقاتي، فيما قال شهود عيان إن المحتجين رفعوا الأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري، وسط إعلان اليوم الثلاثاء "يوم غضب وطني" احتجاجاً على ما وصف بـ"التدخل السوري والإيراني" في الشؤون اللبنانية.
(ي.أ/ دويتشه فيله/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي