أعمال عنف وشغب في الاحتجاجات المستمرة في لبنان
٢٥ يناير ٢٠١١خرج المئات من أنصار سعد الحريري في مظاهرات وقاموا بأعمال شغب احتجاجاً على تكليف رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله وحلفائه، برئاسة الحكومة الجديدة، وتأييدا لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام اليوم أن المحتجين رفعوا صور الحريري والأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل وشعارات داعمة للحريري، مطالبين بعزوف ميقاتي عن ترأس الحكومة. وكان المئات من أنصار الحريري تجمعوا في مدينة طرابلس الساحلية، للمشاركة في "يوم غضب" احتجاجاً على تكليف ميقاتي، المدعوم من حزب الله وحلفائه، برئاسة الحكومة.
وذكرت وسائل إعلام أن تجمعات احتجاجية مماثلة انطلقت في عدد من مناطق لبنان من الشمال وصولاً إلى بيروت والجنوب والبقاع في الشرق. وتخلل هذه الاحتجاجات قطع طرق وإشعال حرائق، وإطلاق هتافات منددة بحزب الله ورافضة لميقاتي.
"احتجاجات مفتوحة"
وعقد تيار المستقبل، الذي يقوده الحريري، مؤتمراً صحفياً أمس الاثنين (24 يناير/ كانون ثاني) دعا فيه إلى "احتجاجات مفتوحة" حتى "إعادة الحق لأصحابه"، فيما أعلن النائب محمد كبارة من تيار المستقبل عن "يوم غضب عام في كل لبنان الثلاثاء استنكاراً لما يقوم به الآخرون من تدخل في شؤون لبنان وشؤون اللبنانيين السنة".
وذكرت وكالة فرانس برس أن عدداً من المحتجين قاموا بطلاء جدران على جانبي أحد الطرق جنوب بيروت بعبارات "وليد جنبلاط خائن وعميل"، في إشارة إلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي انتقل مع ستة من نواب كتلته من موقع وسطي إلى صف حزب الله، وهو ما ساعد على ترجيح كفة ميقاتي. وبالرغم من أن ميقاتي قد دعا جميع الأطراف للانضمام إلى حكومته، إلا أن قوى 14 آذار الداعمة للحريري رفضت ترشيحه، واعتبرته "طعنة" للأكثرية السنية.
واشنطن تحذر من تعقيد العلاقة مع لبنان
من جهته أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيليب كراولي، أن الولايات المتحدة "تتحفظ على حكمها (على الحكومة الجديدة) إلى حين تشكيلها، لكن رؤيتنا عن حزب الله معروفة جيداً". وأضاف كراولي أنه "من الصعب" على الولايات المتحدة بأن تواصل المساعدات المالية للحكومة اللبنانية قانونياً، في ظل وجود حزب الله، الذي تضعه واشنطن على لائحة المنظمات الإرهابية، في السلطة.
ومع حصول مرشح حزب الله وحلفائه، رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، على غالبية أصوات البرلمان اللبناني في اليوم الأول من المشاورات النيابية أمس الاثنين، بات من الواضح أن حزب الله يقترب من السيطرة على السلطة في لبنان. وكان وزراء المعارضة من كتلة حزب الله وحلفائه قد انسحبوا من الحكومة الائتلافية بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل أسبوعين، مما أدى لإسقاطها.
ويتهم أنصار الحريري حزب الله بفرض ميقاتي، من خلال ترهيب عدد من النواب لحملهم على التصويت له، وذلك بهدف الإطاحة بسعد الحريري من رئاسة الحكومة على خلفية القرار الظني للمحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال والد سعد الحريري ورئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ويتوقع أن يشير هذا القرار بأصابع الاتهام إلى حزب الله بالوقوف وراء اغتيال الحريري.
(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عماد مبارك غانم