250510 Bohrloch Technik
٢٦ مايو ٢٠١٠يوجد أكثر من طريقة لوقف تسرب نفطي في البحار وتقليل الأضرار التي قد تلحق بالبيئة. لكن ورغم عدة محاولات قامت بها شركة بريتيش بتروليوم في خليج المكسيك، إلا أن كميات كبيرة من النفط مازالت تتسرب من قاع البحر. فقد حاول الخبراء إشعال النيران في النفط العائم على سطح المياه وقاموا برش مواد كيميائية واستعملوا معدات لوقف التسرب، لكن دون جدوى.
بعد نشوب الحريق في منصة استخراج النفط وغرقها ظن الخبراء أن كمية النفط المتسرب من البئر ضئيلة، فأرسلوا غواصات صغيرة يمكن التحكم بها عن بعد إلى عمق 1500 متر لسد فوهة البئر، لكنها فشلت في ذلك وتم إيقافها عن العمل. ويؤكد الخبير الألماني لورينتس شفارك ،أستاذ الجيولوجيا في جامعة كيل، على أهمية الإسراع في وقف تسرب النفط بعيد وقوع الحادث مباشرة كي لا تتضرر البيئة بشكل كبير. وفي هذه الحالة "يمكن ضخ النفط إلى السطح إذا توفرت الآلات اللازمة لذلك، لكن إذا كانت كمية النفط كبيرة وتفوق طاقة الآلات فيمكن استخدام مواد كيميائية تحوله إلى قطران فيرسب إلى قاع البحر بسبب ثقل وزنه". في هذه الحالة سيبقى القطران في قاع البحر لعشرات السنين وخطره على البيئة سيبقى قائما.
حفر بئر أخرى يستغرق 3 شهور
ويذكر شفارك إمكانية ثالثة في حال فشل الوسيلتين السابقتين وهي "حرق النفط". ويفضل فعل ذلك والبقعة النفطية صغيرة كي يسهل التحكم فيها. وفعلا حاول خبراء بريتيش بتروليوم تجميع البقعة النفطية وأشعلوا النار فيها، إلا أن سوء الأحوال الجوية وارتفاع الموج أفشل المحاولة. ويضيف لورينتس شفارك طريقة أخرى كحل مؤقت وهي "وضع غطاء حديدي يشبه الجرس فوق فوهة البئر، وبما أن النفط أقل كثافة من الماء فإنه سيتجمع في الجزء الأعلى من الجرس حيث يسهل ضخه إلى السطح".
خبراء بريتيش بتروليوم جربوا هذه الطريقة أيضا وفشلوا فيها بسبب تشكّل بلورات ثلجية في الجزء الأعلى من الجرس أعاقت عملية الضخ. ثم حاولوا مد أنبوب قطره عشرة سنتيمترات من سطح البحر إلى البئر مباشرة لامتصاص النفط وضخه في ناقلة نفط، وقد اعترفت بريتيش بتروليوم أن هذا الحل لا يجدي على المدى البعيد. فما هو الحل الأمثل إذن؟ هنا يقترح الخبير الألماني حلا يعتقد أنه الحل المجدي الوحيد على المدى البعيد "يجب تقليل الضغط في داخل البئر عبر حفر بئر أخرى بالقرب منها". وإذا تراجع الضغط وقلت كمية النفط المتدفق، يمكن إغلاق البئر بالطمي والاسمنت.
كرات تنس وقطع مطاط لسد البئر
بريتيش بتروليوم تحاول حفر بئر جديدة، لكن الخبراء يقدرون أن الأمر قد يستغرق ثلاثة شهور، أي حتى آب/ أغسطس. وطبعا لا يمكن الانتظار طيلة هذه المدة وترك النفط يتدفق بهذه الكميات الكبيرة، لذا يحاول الخبراء الآن طمر البئر من خلال سد مصادر التسرب بالأسمنت والطمي. وفي حال استمرار تسرب النفط سيحاولون إغلاق البئر بكرات التنس وقطع المطاط.
إلى جانب ذلك تواصل بريتيش بتروليوم رش أطنان من مادة كوريكسيت Corexit الكيميائية لتحويل النفط إلى قطران. مفعول هذه المواد الكيميائية يشبه مفعول المواد المستخدمة في الجلي، إذ تقوم بتفتيت البقع النفطية إلى قطع صغيرة ترسب بدورها إلى قاع البحر. أي أن النفط يختفي من على سطح البحر ليتجمع في قاعه. وحتى الآن قامت بريتيش بتروليوم برش مليوني ليتر من مادة كوريسكيت كما ضخت 350 ألف لتر عند فوهة البئر، لكن الخبراء يقولون بأن ضرر هذه المادة على البيئة أكبر بكثير من ضرر النفط نفسه. فهي تلحق الأذى بمعظم الكائنات البحرية وتدخل في السلسلة الغذائية وبالتالي فهي مضرة بصحة الإنسان.
الكاتبة: يوديت هارتل/عبدالرحمن عثمان
مراجعة: طارق أنكاي