تضارب حول إطلاق سراح معتقلي الاحتجاجات بالسودان
٢٩ يناير ٢٠١٩أعلنت السلطات السودانية الثلاثاء (29 كانون الثاني/يناير 2019) إطلاق سراح جميع الأشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات الأخيرة المناهضة لسياسة الرئيس عمر البشير، في حين تواصلت الاحتجاجات اليوم في البلاد. فقد أعلنت وزارة الإعلام السودانية في بيان أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق صلاح عبد الله قوش "أصدر قرارا بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة".
وتقول الجماعات الحقوقية إن أكثر من ألف متظاهر وقيادي في المعارضة وناشط وصحافي، احتجزوا منذ بدأ جهاز الأمن والمخابرات قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في 19 كانون الأول/ديسمبر.
مصادر معارضة تنفي
بيد أن صحيفة "التغيير" السودانية الإلكترونية المعارضة ذكرت أن مصدرا حكوميا مطلعا نفى الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام حول اطلاق سراح المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة نقلا عن مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله قوش.
وقال المصدر، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن قوش أمر في زيارة لسجن الهدى بالإفراج عن (136) معتقل تم توقيفهم من احتجاجات أم درمان، وأضاف "لن يطلق سراح أي سياسي في الاحتجاجات الأخيرة قريبا".
كما ذكرت الصحيفة المعارضة أن السلطات اعترفت باعتقال أكثر من (800) شخص في الاحتجاجات بينهم رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير وقيادات في الحزب الشيوعي وصحفيين وناشطين. بيد أن المعارضة تقول، حسب صحيفة التغيير، أن المعتقلين أكثر من ثلاثة آلاف شخص في سجون العاصمة والولايات بينهم (158) امرأة.
من جهة ثانية نقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن الفريق أول عصام الدين مبارك نائب رئيس أركان القوات المشتركة التزام الجيش بالوقوف إلى جانب حكومة البشير. ونقلت الوكالة عنه قوله إن قواته "جاهزة للتصدي لكل أشكال الاعتداء وبقائها حارسا أمينا وصمام أمان للوطن ".
وتجددت الاحتجاجات الثلاثاء واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في الخرطوم وأم درمان. وفي بورتسودان في شمال شرق البلاد اعتصم سودانيون من قبائل البجا للمطالبة باستقالة الرئيس السوداني، ولإحياء ذكرى مقتل 21 شخصا من مدينتهم قتلوا قبل 14 عاما خلال مواجهات مع الشرطة.
يشار إلى أن تجمّع المهنيين السودانيين يقود الاحتجاجات المناهضة لحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ويرى محللون أن حركة الاحتجاج الحالية هي أكبر تحدّ يواجهه البشير منذ أن تسلم السلطة بانقلاب مدعوم من الإسلاميين في عام 1989، علماً بأنه تجاوز العديد من التظاهرات خلال السنوات الماضية. ورفض البشير الرئيس المخضرم الدعوات لتنحيه وحمّل مجموعات من "المتسللين" مسؤولية العنف في التظاهرات.
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب)