تسريب ثان لاردوغان والأخير يصعّد ضد غولن
٢٧ فبراير ٢٠١٤دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الخميس (27 شباط/ فبراير) الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي يتهمه بالتآمر ضده، للعودة إلى تركيا ومواجهته في الانتخابات. فيما بث تسجيل ثان لأردوغان يوحي بضلوعه بالفساد. وبعدما أصبح مستهدفا بشكل شخصي في فضيحة الفساد التي تهز البلاد منذ شهرين، عمد اردوغان إلى الدفاع عن نفسه متبعا استراتيجية الهجوم للمرة الأولى ضد من يعتبره العقل المدبر "للمؤامرة" التي تستهدفه، أي الداعية فتح الله غولن.
وخلال تجمع انتخابي في بوردور (غرب)، توجه اردوغان للمرة الأولى لحليفه السابق متحديا إياه أن يواجهه خلال الانتخابات البلدية في 30 آذار/ مارس المقبل. وقال اردوغان "إذا لم يكن لديك ما تخفيه، عد إلى وطنك لخوض معترك السياسة". وأضاف رئيس الحكومة التركية أمام آلاف من مناصريه "مارس السياسية لكن لا تقم بأعمال استفزازية يمكن أن تهدد الأمن القومي والاستقرار في تركيا".
ومنذ الحملة التي استهدفت العشرات من المقربين منه المشتبه بهم في قضية فساد في 17 كانون الاول/ ديسمبر، يتهم اردوغان جماعة غولن الذي كان حليفه منذ فترة طويلة، بالتلاعب بتحقيقات الشرطة والقضاء من أجل زعزعة استقرار حكومته قبل الانتخابات البلدية والرئاسية المرتقبة في آب/ أغسطس.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة بولاية بنسلفانيا التي انتقل للعيش فيها العام 1999 هربا من ملاحقات قضائية في تركيا. ويدير غولن البالغ من العمر 74 عاما الذي يدعو إلى الحوار بين الثقافات والأديان، شبكة مدارس واسعة وجمعيات ووسائل إعلام نافذة جدا في الشرطة والقضاء وأوساط الأعمال التركية. ورغم أن له نفوذا على الخارطة السياسية التركية، إلا أنه رفض خوض السياسة مباشرة.
ومن أجل التصدي لهذا النفوذ، قام رئيس الوزراء التركي منذ عدة أسابيع بحملة تطهير لا سابق لها في الشرطة والقضاء معتبرا أنها "دولة داخل الدولة". وهذا الخطاب الجديد لاردوغان يأتي فيما بثت مكالمة هاتفية ثانية له مساء الأربعاء على موقع انترنت وفيها ما يوحي بضلوعه بالفساد.
وفي هذا التسجيل الذي لم يتسن التحقق من صحته من مصدر مستقل، يطلب رئيس الوزراء من نجله بلال أن يرفض مبلغ 10 ملايين دولار عرضها رجل أعمال، معتبرا إياه غير كاف. وقال المتحدث الذي عرف عنه على أنه اردوغان، "لا تقبل" متوجها إلى ابنه مضيفا "لا تقلق، سترى أنه سينتهي به الأمر بإعطائنا ما وعد به". وكانت مكالمة هاتفية أولى بين رئيس الوزراء ونجله بثت على موقع الكتروني الاثنين ينصح رجل قدم على أنه اردوغان لآخر قدم على أنه نجله البكر بلال الذي استمع إليه المدعون في قضية الفساد كشاهد، بكيفية التخلص من حوالي 30 مليون يورو. وكان ذلك أول إشارة إلى احتمال ضلوع اردوغان شخصيا في فضيحة الفساد وأدى إلى تكثيف دعوات المعارضة إلى استقالته.
ع.خ/ ف.ي (ا.ف.ب.، رويترز)