ترامب ينفي تخليه عن الأكراد وتركيا جاهزة لعمليتها بسوريا
٨ أكتوبر ٢٠١٩سحبت الولايات المتحدة بين 50 ومائة جنديّ من أفراد قواتها قوّات الخاصّة من الحدود الشمالية لسوريا/ تركيا بناء على تعليمات الرئيس ترامب. وكان دورهم يقتصر على منع هجوم خطط الجيش التركي له منذ فترة طويلة ضد المقاتلين الأكراد، ما عزز الانطباع بأن هجوما على وحدات حماية الشعب الكردية بات وشيكاً، لاسيما حين أعلنت وزارة الدفاع التركية أن "كافة الاستعدادات استكملت لشن عملية".
وأثارت خطوة الرئيس الأمريكي ترامب المفاجئة انتقادات واسعة من كبار الجمهوريين، إذ اعتُبرت بمثابة تخلٍ عن الوحدات الكردية التي كانت حليفًا رئيسيًا لواشنطن في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ترامب يعدل تغريداته حول تركيا
لكن بدا ترامب وكأنه عدل موقفه في وقت لاحق إذ هدد عبر تويتر بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب". وقال "أبلغت تركيا أنها إذا قامت بأي أمر يتجاوز ما نعتبره إنسانيا (...) فسيواجهون اقتصاداً مدمّراً بالكامل".
بيد أن ترامب عدل موقفه من تركيا في تغريدة جديدة واصفا إياها بـ"الشريك التجاري الكبير" للولايات المتحدة وأنها أعادت العام الماضي قسًا أمريكيًا كان قد تم سجنه هناك. وأضاف الرئيس الأمريكي أيضًا أن العلاقة بين بلاده وتركيا "جيدة جدًا". وذكر ترامب أن الرئيس أردوغان سيزور واشنطن بوصفه ضيفه في الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ترامب: لم نتخل عن الأكراد
واتّهم حتى حلفاء ترامب الرئيس الأميركي بالتخلي عن الأكراد الذين يشكلون العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية وخسروا نحو 11 ألف مقاتل في إطار دورهم القيادي في المعارك ضد تنظيم "داعش". بيد أن مسؤولا أميركيا رفيعا أن يكون ترامب قد أعطى "الضوء الأخضر" لعملية عسكرية تركية.
كما نفى ترامب شخصيا تخليه عن الأكراد وكتب في تغريدة على تويتر، "قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل بأي شكل من الأشكال عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون"، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.
ونددت أنقرة مراراً بالدعم الأميركي للقوات الكردية في سوريا نظراً لعلاقاتها مع حزب العمال الكردستاني المحظور الذي خاض تمرّداً داميًا ضد الدولة التركية منذ العام 1984.
من جهتها دعت روسيا الثلاثاء إلى عدم "تقويض التسوية السلمية" للنزاع في سوريا حيث يواجه الأكراد تهديدا بشن هجوم تركي. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس فلاديمير بوتين ومجلس الأمن الروسي شددا في اجتماع "على أهمية تجنب أي عمل من شأنه أن يقوض التسوية السلمية" للنزاع في سوريا.
نظام الأسد يدعو الأكراد للعودة "إلى الوطن"
أما النظام السوري فرأى في التطورات الأخيرة فرصة لدعوة الأكراد للعودة "إلى الوطن". وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد في تصريحات لصحيفة "الوطن"، المقربة من النظام، "قلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل". وأضاف "سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية".
وتطالب أنقرة بـ"منطقة آمنة" على الحدود مع شمال سوريا تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركية وتسمح بعودة نحو 3,6 ملايين لاجئ سوري فروا من الحرب الأهلية المستمرة منذ ثماني سنوات. وأعلن مسؤول أميركي ردا على المشروع التركي بنقل لاجئين سوريين إلى هذه المنطقة "إنها الفكرة الأكثر جنونا التي سمعتها".
م.م/ أ.ح (ا ف ب)