صحف أوروبية: الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا خيانة
٨ أكتوبر ٢٠١٩تناولت تعليقات العديد من الصحف الأوروبية الهجوم التركي المرتقب على شمال شرق سوريا، حيث تقول أنقرة إنها تهدف من ذلك إقامة "منطقة آمنة" لتوطين اللاجئين من سوريا. بيد أن بعض الصحف الأوروبية كصحيفة "مانهايمار مورغن" الألمانية ترى في المشروع التركي سببا لمزيد من البؤس والدمار في المنطقة وكتبت تقول:
"تركيا تعتزم إغلاق حدودها وفي الوقت نفسه ترحيل ملايين اللاجئين إلى المنطقة الآمنة. وهناك يعيش ملايين الناس، وغالبيتهم من الأكراد. هذا يعني أن أردوغان يتطلع إلى تهجير جماعي. فالحرمان والبؤس سيزدادان. وكثير من الناس اليائسين سيحاولون بالتالي العبور إلى أوروبا. والمتسبب في ذلك سيكون أردوغان الذي أخذ مليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي كي يخلص أوروبا من تدفق اللاجئين. لكن هذه العملية الحسابية تم ترتيبها بدون دونالد ترامب"
وبما أن الرئيس الأمريكي أعلن عن سحب بعض القوات الأمريكية الخاصة من المنطقة، فإن الانسحاب الأمريكي من شأنه أن يضعف وضع القوات التي يقودها الأكراد والتي تعتبر شريكة لواشنطن في سوريا. وصحيفة "زيكسيشه تسايتونغ" تعتبر في تعليقها أن الانسحاب العسكري الأمريكي يعطي لرجب طيب أردوغان تصريحا مطلقا لتنفيذ هجومه المعلن، وكتبت تقول:
"إذا سحبت الولايات المتحدة الأمريكية وحداتها من المنطقة الحدودية التركية السورية، فإن الرئيس التركي له مجال مفتوح لشن هجوم على الميليشيات الكردية. وما تحاول أنقرة تبريره بإنشاء ′منطقة آمنة′ لن يعدو أن يكون إلا حربا ضد الأكراد. فالغزو العسكري سيؤدي بلا منازع إلى تصعيد والتسبب في مزيد من زعزعة المنطقة. والكارثة السورية سيُضاف إليها فصل آخر من الموت والدمار والتهجير. فمن يسمح في صمت بآلام وظلم جديدين في سوريا، فإنه يتحمل أيضا المسؤولية".
صحيفة "تاغس أنتسايغر" السويسرية علقت هي الأخرى على الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا، وكتبت تقول:
"ترامب يتخلى عن الأكراد الذين تحملوا في الحرب ضد ميليشيا داعش الإرهابية العبء الأكبر وفقدوا الآلاف من مقاتليهم. فالشركاء المصدومون سبق وأن أعلنوا أنهم سيدافعون عن أنفسهم بكل الوسائل المتاحة. والمستفيد في المنطقة هي القوى التي لا تربطها علاقة ودية مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التقليديين: إيران ونظام بشار الأسد إضافة إلى روسيا. كما أن النجاحات في الحرب ضد تنظيم داعش باتت مهددة، علما أن له خلايا جديدة في العراق المجاور".
الموقف السلبي نفسه من الانسحاب العسكري الأمريكي من المنطقة الحدودية السورية التركية عبرت عنه أيضا صحيفة "لبراسيون" الفرنسية التي كتبت تقول:
" خيانة. ليس هناك كلمة أخرى لوصف موقف دونالد ترامب تجاه حلفائه الأكراد. ومازلنا لا نعرف هل سيتم تأكيد الانسحاب الأمريكي من المنطقة الحدودية. لكن نية الرئيس لا ريب فيها: إنه يريد التخلي عن الأكراد وتركهم لمصيرهم. فعندما كان الحلفاء يريدون منع إرهابيي تنظيم داعش من التمركز في المناطق التي استولوا عليها، بحثوا عن جنود لهم كفاءة. ووجدوا ضالتهم المنشودة في المقاتلين الأكراد".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الصادرة بفرانكفورت فترى في الهجوم التركي خطرا على المنطقة، وكتبت تقول:
" مخاطر الغزو التركي الثالث كبيرة، لأن الأكراد المضغوط عليهم سيطلبون المساعدة من نظام دمشق. وبعدها ستقف قوات عضو الناتو تركيا أمام الجيش السوري وحلفائه. وروسيا سيتوجب عليها حسم موقفها بين الأسد وأردوغان وأمريكا تتملص بتبنيها موقف المتفرج من آخر ورقة رابحة لقول كلمتها في سوريا. والخطر الأكبر لغزو تركي يتمثل في عودة تنظيم ′داعش′. والأكراد سيقومون بجمع كافة القوى المتاحة للدفاع عن أنفسهم وعلى هذا النحو سيتم التخلي عن السجون ومعسكرات آلاف المقاتلين وأنصار داعش. والشيء المرير هو أن تركيا بالتحديد في فترة بدأ يلوح فيها حل سياسي في الأفق لإنهاء النزاع في سوريا تعمل على إشعال الحرب".
م.س/ م.أ.م