تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل بجامعات ألمانية
٤ مايو ٢٠٢٤في ضوء الاحتجاجات ضد العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بالعديد من الجامعات الأمريكية، يخشى مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، من تصاعد الحملات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا أيضا.
وقال كلاين في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة، اليوم السبت (الرابع من آيار/مايو 2024): "أتابع بقلق بالغ الأجواء العدوانية المناهضة لإسرائيل في الجامعات الألمانية، وهي أيضا ذات دوافع معادية للسامية... لم نصل إلى الأبعاد التي يرثى لها في الولايات المتحدة، لكن تبني موقف معاد للسامية أصبح منتشرا للأسف على نطاق واسع ويمكن أن يؤدي بسرعة كبيرة إلى تصعيد". واحتج نحو 150 شخصا أمس الجمعة ضد الحرب في جامعة هومبولت بالعاصمة برلين.
ودعت وزيرة التعليم الألمانية بيتينا شتارك-فاتسينغر الجامعات في ألمانيا إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية. وقالت الوزيرة في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "مدى الكراهية ضد إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق. التجاوزات الضخمة التي وقعت الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا".
وأشارت الوزيرة إلى أن هناك أيضا أعمال مناهضة لإسرائيل ومعادية لليهود في الجامعات الألمانية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مضيفة أنه من الضروري هنا تطبيق سيادة القانون وأن تفي إدارات الجامعات بمسؤولياتها، وقالت: "يجب على الجامعات تطبيق قواعدها الداخلية بحسم، ويجب أن يكون إلغاء التسجيل الدراسي ممكنا أيضا في الحالات الفادحة".
ومن جانبه، حذر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، يوزيف شوستر، من أن الاحتجاجات مثل التي تشهدها الولايات المتحدة يمكن أن تمتد أيضا إلى الجامعات الألمانية. وقال شوستر في تصريحات للصحيفة: "أكبر ما يقلقني هو أن الظروف التي نراها في الولايات المتحدة ستظهر أيضا في ألمانيا، حيث إن العديد من المجموعات مترابطة على المستوى الدولي"، مضيفا أن الطلاب اليهود في ألمانيا يتضررون بشدة من معاداة السامية منذ أشهر، ما أثار لديهم شعورا شديدا بعدم الأمان.
التقليل من خطورة حماس
وفي الولايات المتحدة يحتج آلاف الطلاب منذ أكثر من أسبوعين ضد العملية العسكرية الإسرائيلية وتضامنا مع الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. وبحسب تقارير، تم اعتقال ألفي شخص على خلفية هذا الأمر.
وتدور الاحتجاجات في معظمها حول مطالبةالجامعات والشركات بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل ويتهم منتقدون الجزء المتطرف من الحركة الاحتجاجية على وجه الخصوص بمعاداة السامية والتقليل من خطورة حماس، التي هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وقال كلاين للصحيفة إنه يسمع باستمرار عن حالات غير مقبولة على الإطلاق يتم فيها إلقاء اللوم على طلاب يهود فيما يفعله الجيش الإسرائيلي، وقال: "يتم معاملتهم بشكل جزافي ولا يسمح لهم بالدخول إلى قاعات المحاضرات أو قاعات الندوات إلا إذا أدانوا العملية العسكرية. ونتيجة لذلك لم يعد الكثير منهم يجرؤون على الذهاب إلى الجامعة أو لم يعودوا يظهرون هويتهم اليهودية بشكل علني".
وأكد كلاين ضرورة أن تطبق الجامعات قواعدها الداخلية بشكل حاسم، مثل التوضيح عند المداخل المركزية أنه لن يتم التسامح مع الممارسة السياسية لغير الأعضاء الجامعيين، مطالبا أيضا بالإبلاغ عن التعديات على ممتلكات الغير أو الإخلال بالسلم العام.
وتتصاعد الاحتجاجاتضد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين داخل حرم جامعات أمريكية مختلفة، مما أدى إلى تدخل الشرطة في جامعة كولومبيا، وكلية مدينة نيويورك، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وجامعة تكساس في أوستن والعديد من المؤسسات الأكاديمية الأخرى. كما استمرت الاحتجاجات في جامعات "ييل" و"نيويورك و"هارفارد" ومعهد "ماساتشوستس" للتكنولوجيا وغيرها.
ع.أ.ج/ ع ج (د ب ا)