التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
٢٦ أبريل ٢٠٢٤أجلت جامعة كولومبيا في نيويورك الموعد النهائي لإخلاء مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين. وقال مكتب رئيس الجامعة نعمت مينوش شفيق مساء الخميس (25 نيسان/أبريل 2024)، إن المحادثات بين إدارة الجامعة والمشاركين في الاحتجاج "أحرزت تقدما" وستستمر كما هو مخطط لها. وبالتالي، تم تأجيل الموعد النهائي الذي كان مقررًا في الأصل يوم الخميس عند منتصف الليل (بالتوقيت المحلي، الجمعة الساعة 6 صباحًا بتوقيت وسط أوروبا). وتابعت: "لدينا مطالبنا، ولهم مطالبهم".
كما رفضت الإدارة المعلومات التي تفيد بأن الجامعة طلبت من الشرطة الحضور إلى الحرم الجامعي، معتبرة إياها "إشاعة كاذبة".
وأمس الخميس قالت منظمة أمريكية مؤيدة للفلسطينيين إنها قدمت شكوى اتحادية متعلقة بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا عقب اعتقال عشرات المحتجين المناهضين لحرب غزة .
وحثت منظمة "فلسطين القانونية"، وهي جهة تسعى إلى حماية الحق في التحدث علنا نيابة عن الفلسطينيين في الولايات المتحدة، وزارة التعليم على التحقيق في ممارسات الجامعة التي تتهمها بالتمييز ضد المؤيدين للفلسطينيين. بينما أحجمت جامعة كولومبيا عن التعليق.
يأتي ذلك، بعدما حاولت جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، فضّ مظاهرات بالقوة في الحرم الجامعي في خطوة استثنائية باستدعاء شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي، مما أثار غضب العديد من جماعات حقوق الإنسان والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
واعتقل أكثر من 100 شخص وهو ما أعاد ذكريات المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام في الجامعة قبل أكثر من 50 عاما. وتتواصل الاحتجاجات منذ ذلك الحين في جامعة كولومبيا لتمتد إلى جامعات أمريكية أخرى حيث اعتقلت السلطات المئات في الأسبوع الماضي.
حركة الطلاب تتمتد إلى جامعات أخرى
ومن لوس أنجليس إلى نيويورك، مروراً بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالمياً مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.
ومنذ أيّام، يتكرّر المشهد في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث ينصب طلاب خياما في جامعاتهم تنديدا بالدعم العسكري الذي تقدّمه الولايات المتحدة لإسرائيل والوضع الإنساني في غزّة. ثمّ تعمل شرطة مكافحة الشغب في أحيان كثيرة على إخلائهم بناء على طلب إدارة الجامعة.
ومساء الأربعاء، أوقِف أكثر من مئة متظاهر قرب جامعة "إيمرسون كولدج" في بوسطن. وعلى بُعد آلاف الأميال، أوقف عناصر أمن يمتطون جياداً، طلابا في جامعة تكساس في مدينة أوستن.
في ذات السياق، طردت شرطة أتلانتا، جنوب الولايات المتحدة، صباح الخميس طلاباً من جامعة إيموري وأقرّت في بيان بأنّها استخدمت مواد "كيماويّة مزعجة" على المتظاهرين في مواجهة "عنف" البعض.
ورغم التحركات الأمنية، إلا أن الحراك الجامعي يشهد وعلى ما يبدو توسّعاً. فقد أُنشئ في وقت باكر الخميس مخيّم جديد في حرم جامعة جورج واشنطن في العاصمة، حيث من المقرّر تنظيم تظاهرة.
"استخدام قوة مفرطة"
يقول نشطاء إنه على مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناء على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا بينما فرق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول المظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.
وأسقط الادعاء أمس الخميس التهم الموجهة ضد 46 من بين 60 شخصا تم احتجازهم من جامعة تكساس وأرجع القرار إلى "أوجه القصور في إفادات السبب المحتمل".
وبشكل عام، اعتقلت السلطات ما يقرب من 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأمريكية الرئيسية فيما يتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقا لإحصاء رويترز. وقالت إدارات الجامعات إن المظاهرات غالبا ما تكون غير مرخصة لذا تدعو الشرطة إلى فضها.
فيما أثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا تساؤلات حول ما وصفه بأنه "استخدام واضح للقوة المفرطة" ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير. وأضاف "يجب اعتبار استخدام القوة ملاذا أخيرا فقط ويجب أن يكون متناسبا مع التهديد القائم".
من جهتها نددت منظمة هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأمريكي باعتقال المتظاهرين وحثا السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير. لكن بعض الجمهوريين في الكونغرس اتهموا إدارات الجامعات بإعطاء الفرصة لمضايقة الطلاب اليهود مما زاد الضغط عليها لتسيطر بصرامة على أي مظاهرات ومنع أي مخيم يستمر طويلا.
وقال وزير التعليم الأمريكي ميجال كاردونا أمس الخميس إن وزارته تراقب عن كثب الاحتجاجات بما في ذلك ما وصفها بأنها "تقارير مثيرة للقلق بشدة عن معاداة السامية".
ردّاً على ذلك، نفت مجموعات النشطاء بشدة أن تكون الاحتجاجات معادية للسامية. وتقول إن هدفها هو الضغط على الجامعات حتى تسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
خ.س/و.ب (رويترز، أ ف ب)