"بيناتنا" مشروع مكتبة موجه من اللاجئين للألمان في برلين
٤ سبتمبر ٢٠١٧عندما التقى علي وهو موسيقي سوري قدم إلى ألمانيا منذ سنتين تقريباً صديقه مهند في دورة تعلم اللغة الألمانية للاجئين، لم يكن يعلم ان علاقتهما ستتطور إلى ما هو أكثر من الصداقة، حيث سيكونان أول من يطلق مشروع مكتبة عربية في ألمانيا، تحوي مكاناً للقراءة، وصالوناً ثقافياً يعرف بالثقافة العربية والسورية، ويسمح للأدباء والشعراء والعاملين بالشأن الثقافي تقديم انتاجهم إلى العالم ضمن جدران هذه المكتبة.
يقول علي حسن لـ"مهاجر نيوز" بدأت الفكرة خلال أحاديث جمعت بيني وبين مهند قيقوني، حيث اجتمعنا على ضرورة إيجاد مكانٍ يحوي كتباً باللغة العربية، ويكون كصالون أدبي، لكننا في البداية لم نعرف إلى من نلجأ او نقدم الفكرة، بعد فترة انضمت إلينا إينيس كيبيرت وهي ألمانية، ونصحتنا بالتقديم على منحة من مؤسسة "Zusammenkunft" أو "الفن معاً"، حيث ستقوم المؤسسة باحتضان مشاريع ضمن مقرها تكون قابلة للتحقيق، وذات فائدة عامة، وغير ربحية، وقدمنا على المنحة، وحصلنا على حق الاستفادة من المكان، فأصبح لدينا مقر، دون كتب أو أي شيء".
الكتب عن طريق التبرع
في الطابق السادس عشر لفندقٍ قديم تحول إلى سكنٍ للاجئين، وفي فسحةٍ سماوية كبيرة تطل على العاصمة برلين، تقام أغلب نشاطات المكتبة، التي اصبحت حقيقة اليوم، حيث تفتح أبوابها للمهتمين من عربٍ وألمان كل يوم اثنين إضافة إلى نشاطٍ كل يوم سبت يختلف كل أسبوع، بين قراءة قصصية، أو أمسسية شعرية، أو حتى حفلةٍ موسيقية.
يقول علي "عندما انتقل المشروع من فكرة إلى مقرٍ حقيقي، بدأنا نبحث عن الكتب، وهنا اقترحت علينا صديقة أن نتواصل مع ماهر خويص وهو مهتم بالنشر العربي، حيث اعجب بالفكرة وبدأ بتزويدنا بالعديد من الكتب، في حين كانت الصديقة دانا حداد من الأردن، تعمل على نشر الفكرة من أجل جمع أكبر كمٍ من الكتب عن طريق التبرعات من أشخاص ودور نشر، لتبدأ بعدها الكتب تتوافد إلينا من كل مكان، وعندها بدأنا نشعر أن الحلم تحول إلى حقيقة".
"اسم المكتبة جاء بناءً على اقتراحٍ من صديقة" يضيف علي، ويتابع "أحببنا الاسم لأنه يعبر عن حميمية الفكرة، أننا سوريين ولاجئين بين بعضنا أقمنا المشروع ليكون منّا وإلينا، وإلى الآخرين، ومنذ وقتها أصبحت بيناتنا مكتبة حقيقية".
تصميم فريد من نوعه بالعالم
صمم شعار المكتبة الفنان السوري منير الشعراني، فيما أقام العديد من الشعراء والكتاب والموسيقيين عروضاً في المكتبة منذ افتتاحها في شباط/ فبراير الماضي، كما تحوي المكتبة تصميماً للكراسي والرفوف، هو الأول من نوعه في العالم.
وهنا يخبرنا علي القصة، ويقول "بمساعدة اصدقاء وصلت فكرة المشروع إلى الجامعة التقنية في برلين، حيث أعجبت الفكرة مديرة قسم الهندسة المعمارية في الجامعة الدكتورة المهندسة دوناتيلا فيورتي، وعندها سمحت بتنفيذ مشروع قدمه احد الطلاب لتصميم مكتبة بطريقة سهلة وعملية، وقدمته لنا كهدية، وبالتالي أصبحنا المكتبة الوحيدة في العالم، التي تحوي أثاثاً معد خصيصاً ليكون مكتبة، حيث يسهل عملية تخزين الكتب ونقلها وترتيبها".
من اللاجئين للألمان وليس العكس
يسعى فريق "بيناتنا" لأن يصنع منبراً ثقافيًا، أو صالوناً أدبياً بشكلٍ أو بآخر، كما أنه يعمل على تقديم العديد من الموسيقيين الألمان على سبيل المثال إلى الجمهور العربي، ليكون المشروع جسراً يصل بين العالمين.
يقول علي حسن "لدينا مشاكل تمويل تتعلق بالترجمة أحياناً، لذا لا نستضيف الكثير من الأدباء الألمان مثلاً، لكن في الموسيقى لا يعتبر الأمر صعباً، لذا سنبدأ برنامجاً لإقامة حفلٍ أسبوعي لفرقةٍ ألمانية، لتقدم منتوجها إلى الجمهور العربي والألماني، لنكسر بذلك الصورة النمطية عن أن الألمان يستصيفون اللاجئين ليعبروا عن أنفسهم، بل نحن اللاجئين نستضيف الألمان ونعرف الجمهور العربي عليهم".
تستقبل بيناتنا التبرعات من الكتب من قبل جميع المهتمين، كما أنها تقدم جميع فعالياتها مجاناً، ولديها نظام الاستعارة بالنسبة للمهتمين، حيث تنشر آخر نشاطاتها على صفحتها على الفيس بوك.
راما الجرمقاني- مهاجر نيوز