بيت المستقبل ـــ حلم يتحول إلى حقيقة
٢٣ يوليو ٢٠٠٧تمكن فريق من العلماء والباحثين الألمان في معهد فراونهوفير، المؤسسة الألمانية للعلوم والأبحاث في مدينة دوزيبورغ، من تطوير بيت وتزويده بأحدث التقنيات التكنولوجية المتطورة. ويسعى العلماء الألمان من خلال هذا الاختراع الجديد إلى تسهيل العيش وجعل الحياة أكثر راحة وضمانا ورفقا بالبيئة من خلال الاقتصاد في الطاقة.
وعلى الرغم من أن هذا البيت ما يزال تحت التجربة، إلا أن التجارب أظهرت أن الكثير من التجهيزات في بيت المستقبل هذا قابلة للاستعمال، ويمكنها أن تحدث ثورة في حياة الإنسان. وفي هذا الإطار قام موقعنا بزيارة بيت المستقبل للتعرف على ما سيأتي به المستقبل القريب من تطورات في مجال السكن.
التحكم عن بعد في بيت المستقبل
وتم بناء بيت صغير تحيط به حديقة خضراء في أحد الأحياء السكنية في قلب مدينة دويزبورغ، الواقعة شمال ولاية شمال الراين-وستفاليا. وللوهلة الأولى يبدو هذا البيت كغيره من البيوت العادية المبنية من الخشب، غير أنه سرعان ما يتبين للزائر أنه يختلف عن غيره، حيث أن الباب لا يمكن فتحه بمفاتيح عادية كما هو الحال في البيوت الاعتيادية الأخرى، ولا يمكن رن الجرس بالطريقة المتعارف عليها، وإنما يفتح عن طريق مجسات اليكترونية مدمجة في صندوق صغير، وحتى يتمكن صاحب البيت من الدخول إليه يكفي أن يضع إصبعه على المجس الذي يقوم بالتعرف عليه من خلال بصماته، كما يمكن التعرف على هوية صاحب البيت عن طريق صوته أو صورته من خلال كاميرا صغيرة معلقة في مكان سري من الباب.
الملفت للانتباه أن إشعال الضوء وإطفاؤه وكذلك فتح وغلق النوافذ يتم بطريقة تلقائية، كما أن حوض الاستحمام يمتلئ بالماء من تلقاء نفسه، دون فتح صنبور المياه.
في هذا الصدد يقول كلاوس شيرار، الباحث في مؤسسة فراونهوفر الألمانية للعلوم والأبحاث، يقول أنه يمكن التحكم في البيت وفي التقنيات المستعملة عن طريق جهاز واحد للاستخدام عن بعد على غرار الجهاز الذي يُستعمل لإشعال وإغلاق جهاز التلفاز. ومن خلال جهاز الاستخدام عن بعد يمكن التحكم في غسالة الملابس كذلك، أو في جهاز التسخين أو في مكيفات الهواء وغيرها من الأجهزة المنزلية.
وغرفة النوم تتمتع هي الأخرى بجزء من التقنية المتطورة في المنزل، إذ تم تزويد السرير بمجسات اليكترونية تقوم بقيس درجة حرارة جسم من ينام عليها ودقات قلبه، وترسل بالمعلومات المسجلة إلى جهاز كومبيوتر خاص الذي يتولى فحص هذه المعلومات وعندما يلاحظ تغييرا في درجة حرارة الجسد مثلا، يرسل هذه المعلومات على الفور إلى طبيب العائلة.