بلينكن يطالب بوتين بـ"مسار سلمي" في الأزمة مع أوكرانيا
١٩ يناير ٢٠٢٢حض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء (19 كانون ثان/يناير 2022)الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اختيار "مسار سلمي" في أوكرانيا، وذلك خلال زيارة الى كييف لتأكيد دعم بلاده لها قبل المحادثات المقررة مع روسيا في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وبلينكن الذي وصل في زيارة ليوم واحد لأوكرانيا قبل المحادثات مع الحلفاء الأوروبيين في برلين ونظيره الروسي في جنيف الجمعة، حض بوتين على تهدئة المخاوف من غزو محتمل لكييف.
وقال بلينكن خلال زيارته إلى كييف "نعرف بوجود خطط لزيادة هذه القوة أكثر ضمن مهلة قصيرة للغاية ويعطي ذلك الرئيس بوتين القدرة، أيضا ضمن مهلة قصيرة للغاية، على القيام بخطوات عدائية أكثر تجاه أوكرانيا".
وأكد في الوقت ذاته "آمل بشدة بأن نتمكن من إبقاء (الوضع) على مسار دبلوماسي وسلمي، لكن في النهاية، سيعود القرار في ذلك إلى الرئيس بوتين".
من جانبه، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة على دعمها بلاده "في هذه الفترة العصيبة" لدى استقباله بلينكن.
وقال زيلينسكي "أود أن أشكرك" على "الدعم والمساعدة العسكرية لأوكرانيا ولزيادة هذه المساعدة (...) خاصة في ظل هذه الفترة العصيبة".
ومع حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، وصل التوتر بين موسكو والغرب إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، وهناك مخاوف فعلية من اندلاع صراع واسع النطاق في أوروبا الشرقية.
وتصر موسكو على أنها لا تخطط لغزو جارتها، لكنها تطالب بضمانات أمنية واسعة النطاق تشمل حظر انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي مقابل خفض التوتر.
وساهم وصول بلينكن إلى أوروبا الأربعاء في زيادة الرهانات الدبلوماسية، وبعد كييف يتوجه إلى برلين لإجراء محادثات رباعية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا سعيا إلى وحدة غربية، قبل لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف الجمعة.
في غضون ذلك، أكد مسؤول أميركي رفيع أن إدارة الرئيس جو بايدن "وافقت الشهر الماضي على تخصيص 200 مليون دولار كمساعدات دفاعية أمنية إضافية لشركائنا الأوكرانيين".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "كما قلنا في السابق، نحن ملتزمون سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وسنواصل تقديم الدعم الذي تحتاج إليه البلاد".
وقالت الناطقة الرسمية باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحافيين الثلاثاء "نحن الآن في مرحلة يمكن روسيا أن تشن فيها في أي وقت هجوما على أوكرانيا". وأضافت "كل الخيارات مطروحة" محذّرة من "وضع خطير جدا".
وقال لافروف الثلاثاء إنه لن تكون هناك مفاوضات أخرى حتى يستجيب الغرب كتابة لمطالبه بضمانات أمنية شاملة.
وبالإضافة إلى حظر دائم على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، تطالب موسكو بإجراءات من شأنها أن تحد من النشاطات العسكرية في حلف وارسو السابق والدول السوفياتية السابقة التي انضمت إلى الناتو بعد الحرب الباردة. ورفضت واشنطن هذه المطالب وحذرت من أن أي غزو لأوكرانيا سيقابَل بعقوبات اقتصادية شديدة.
وتوجهت قوات عسكرية روسية إلى بيلاروس بعد إعلان الرئيس ألكسندر لوكاشينكو حليف موسكو الاثنين أن البلدين سيجريان مناورات عسكرية مشتركة الشهر المقبل.
وتخوض كييف حربا مع الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد منذ العام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية بعدما أطاحت التظاهرات الرئيس المتحالف مع الكرملين. وخلّف الصراع في شرق أوكرانيا حتى الآن أكثر من 13 ألف قتيل.
ع.ا/ا.ف ( أ ف ب)