بلغاريا - "ميليشيات الدفاع المدني" تطارد اللاجئين
١٨ أبريل ٢٠١٦كشف سلسلة من الفيديوهات المنتشرة منذ بضعة أشهر عبر المواقع الاجتماعية عن محاولات لمجموعة من المدنيين في جنوب بلغاريا بهدف إيقاف الاجئين. وفي فيديو جديد ظهر طالبو الجوء وأيديهم مكبلة، وفي الخلف يمكن سماع صوت رجل يصرخ فيهم. هذا الفيديو الذي ظهر على العديد من القنوات التلفزيونية الناطقة بالانجليزية تم نشره من طرف جماعة بلغارية للدفاع المدني الناشطة على الحدود مع تركيا.
ويُسمع صوت عنصر من تلك المجموعة ولكن لا يمكن رؤيته في الفيديو وهو يصرخ بإنجليزية متعثرة: "تركيا، ارجعوا، ارجعوا إلى تركيا، الآن إلى تركيا، ليس بلغاريا، فورا"
وقبلها تم نشر فيديو شبيه تم تصويره داخل إحدى الغابات من قبل مجموعة "الدفاع المدني". وفي التدوينة المرفقة بالفيديو كتب الشخص الذي حمله على شبكة الإنترنيت أن مجموعته صادفت 23 لاجئا من أفغانستان. وبما أن مجموعته لم تتمكن من رصد موقع شرطة الحدود، فإنها صاحبت اللاجئين إلى أقرب قرية، كما يقول صاحب التدوينة. وقد رافق فريق تصوير مجموعة الدفاع المدني في ذلك اليوم في إطار برنامج "منطقة خالية"، وهو فريق تابع لقناة NOVA البلغارية.
وأثارت مقاطع الفيديو نقاشا حادا في بلغاريا وخارجها، لأن وسائل إعلام دولية أثارت الموضوع أيضا. وينظر الكثيرون في بلغاريا لأنشطة مجموعات الدفاع المدني نظرة أقل انتقادا بالمقارنة مع ردود الفعل في الخارج. وقد كشف استطلاع أجرته مؤخرا التلفزة الحكومية البلغارية بأن غالبية كبيرة تساند تدخل مجموعات الدفاع المدني في جنوب البلاد، إذ إن نسبة 84 بالمائة من مجموع من شملهم الاستطلاع يؤيدون تلك التحركات، وفقط 16 بالمائة ذكروا بأنهم يعارضون ذلك.
من يقف خلف مجموعات الدفاع المدني؟
مجموعات الدفاع المدني ليست منظمات رسمية، وإنما هي مجموعات تضم أشخاصا يحملون نفس الأفكار والقناعات. دينكو فاليف وهو ينشط كمصارع غير محترف قدم نفسه كمتحدث لإحدى تلك المجموعات. بعد صدور أحدث فيديو في مطلع أبريل نيسان الجاري تم استجواب فاليف من قبل الشرطة. وكان قد شارك قبلها في عدة برامج في التلفزة البلغارية. وهو غالبا ما يساوي بين اللاجئين والجهاديين، ويسميه مناصروه بأنه "بطل كبير". وفي فبراير شباط الماضي حمل فيديو على موقع فيسبوك يُشاهد فيه أعضاء مجموعة دفاع مدني وهم يطاردون لاجئين. وقال فاليف للقسم البلغاري لـ DW في مارس آذار الماضي "إذا كان يحق لهم تفجير قنابل، فأنا كذلك يحق لي ذلك". وقال في تلك المقابلة إنه سيعمل قريبا على تمويل وحدة حدودية لمجموعة الدفاع المدني. مجموعة فاليف تدير موقعا على فيسبوك بعشرين عضوا ناشطا يتبادلون صور أنشطتهم ومشاهد الدوريات التي يقومون بها.
أحد أعضاء مجموعة الدفاع المدني سلاف سلافوف الذي يعيش في بلدة فيسيلينوفو الصغيرة، سلافوف كان عضوا في العاصمة صوفيا في الحزب الحاكم، وسبق أن صرح لـ DW بأن حزبه "دمره" بعدما طالب عبر وسائل إعلام بلغارية "بمزيد من الوطنية"، وقال "بأنه يجب أخيرا على الناس تولي المراقبة بأيديهم". ويقول بأنه أجبر على التنحي بسبب هذه التصريحات، لكنه يبقى معارضا شغوفا للاجئين. ويدعي بالقول: "اذهبوا إلى إحدى القرى الحدودية لتروا بكاء الناس الكبار الذين تعرضوا للهجوم والنهب من قبل الأجانب". لكن لا أحد يشتكي في قرية دولنو يبالكوفو الحدودية، ولا أحد تحدث هناك عن أعمال سرقة.
من يطبق قانونه الخاص يتعرض للعقاب
بعدما تكونت مجموعة الدفاع المدني وداع صيت أنشطتها، وصف وزير الداخلية البلغاري اقتراح فاليف بأنه "غير مقبول" وطالب وسائل الإعلام بالكشف عن جميع الحالات.
أما رئيس الوزراء بويكو بوريسوف فقد ذهب خطوة أبعد، ونوه بمجموعات الدفاع المدني، وقال إن حماية الحدود البلغارية الجنوبية يجب أن تصبح مشروعا مشتركا. وبعدما أثارت فيديوهات مجموعات الدفاع المدني غضبا خارج البلاد، تدارك بوريسوف تصريحاته، وقال عبر فيسبوك إن العمليات غير الشرعية ستخضع للملاحقة القانونية. وفي الـ 14 من مارس/آذار نأى وزير الخارجية البلغاري دانييل ميتوف بنفسه في مقابلة مع DW عن مجموعات الدفاع المدني. وقال ميتوف إن ذلك أمر "لا يحق لنا السماح به، وفي بلغاريا توجد إدارات ومؤسسات مسؤولة عن ذلك. المواطنون يمكن لهم في أقصى الحالات الإبلاغ عن الحالات، ولكن ليس من حقهم وضع قوانينهم الخاصة وتطبيقها، ومن يفعل ذلك سيُعاقب".
وفي "دليل للاجئين" على شبكة الانترنيت باللغة العربية تحتل بلغاريا المرتبة الأولى في قائمة الدول التي يجب على اللاجئين تفاديها، حيث تراجع عدد اللاجئين الذين يحاولون دخول بلغاريا عبر تركيا خلال الشهور الماضية. ولم يتغير الوضع أيضا بعد إغلاق الحدود اليونانية المقدونية وطريق البلقان.