بعد الحديث عن خلافات.. "أوبك بلس" تواصل سياسة خفض الإنتاج
٤ يونيو ٢٠٢٣
توصل أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤهم من غير أعضاء الأوبك أو ما يعرف بتحالف "أوبك بلس" اليوم الأحد (الرابع من حزيران/ يونيو 2023) إلى اتفاق لتمديد خفض الإنتاج حتى نهاية عام 2024، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن أحد المندوبين.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الأحد في مقابلة مع قناة روسيا 24 التلفزيونية عقب اجتماع لوزراء منظمة الدول المصدرة للنفط وشركائهم في تكتل "أوبك بلس" بقيادة روسيا والسعودية، أن إجمالي تخفيضات التحالف تبلغ 3.66 مليون برميل يوميا لضمان استقرار سوق النفط.
وأكد المسؤول الروسي أن بلاده ستمدد خفضها الطوعي لإنتاج النفط البالغ 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية 2024، "كإجراء احترازي" بالتنسيق مع الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس، شيرا إلى أن "الخفض الطوعي سيكون من مستوى الإنتاج الأساسي، كما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين للتكتل.
من جانبه أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن السعودية، وهي من أبرز البلدان الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، ستقوم بتنفيذ خفض طوعي إضافي في إنتاجها من النفط الخام مقداره مليون برميل يوميا ابتداء من تموز/يوليو لمدة شهر قابلة للتمديد.
وذكر بيان صادر عن وزارة الطاقة السعودية أن المملكة و"كإجراء احترازي" ستقوم بتمديد خفضها التطوعي البالغ 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية شهر ديسمبر 2024 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس".
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن مندوبين قولهم إن الإمارات كانت تضغط من أجل تغيير طريقة قياس خفض إنتاجها، إلا أن مكسب الإمارات سيأتي على حساب دول أفريقية تمت مطالبتها بالتخلي عن بعض من حصصها غير المستخدمة، وهو خيار غير مقبول سياسيا، ومانعت هذه الدول في قبوله.
وبعد مناقشات صعبة، حصلت الإمارات على زيادة في أساس حساب حصتها من إنتاج الخام، وفقا للجدول الجديد الذي نشرته أوبك. وفي نهاية المطاف أعلت الإمارات أنها ستمدد الخفض الطوعي لإنتاجها من النفط البالغ 144 ألف برميل يوميا حتى نهاية 2024، حسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
من جانبه أعلن العراق أنه "سيقوم بتمديد خفض إنتاج النفط الخام التطوعي البالغ 211 ألف برميل يوميا حتى نهاية شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2024 كأجراء إحترازي بالتنسيق مع الدول المشاركة في إتفاق أوبك بلس الذي سبق الإعلان عنه في شهر نيسان/أبريل الماضي بشأن تخفيضات تطوعية".، وفق بيان صحفي نائب رئيس الوزراء وزير النفط حيان عبد الغني.
واستغرقت المفاوضات ساعات عدة، فيما أفادت وسائل إعلام بوجود خلافات بين المشاركين الـ23 الذين يمثلون 60% من إنتاج النفط في العالم. وفيما شكّلت بوادر خلاف بين الرياض وموسكو تهديدا بتعطيل الاجتماع، أظهرت أوبك بلس جبهة موحدة مع الحفاظ على المسار نفسه.
أضافت "من جهة أخرى، تحتاج السعودية إلى أسعار أعلى لموازنة ميزانيتها"، مشيرة إلى أن عتبة الربح تبلغ حوالى 80 دولارا للبرميل بالنسبة إلى الرياض.
من جهته، قال نوفاك "ليس بيننا خلافات. إنه قرار مشترك اتّخذ لمصلحة السوق". وفي الخلاف الرئيسي الأخير بينهما في آذار/مارس 2020 رفضت روسيا خفض إنتاجها لدعم الأسعار التي انخفضت بشكل كبير بسبب جائحة كوفيد-19. بعد ذلك أغرقت السعودية السوق بالنفط ما أدى إلى انخفاض الأسعار لفترة طويلة.
وارتفعت أسعار النفط الخام في أعقاب الإعلان المفاجئ في نيسان/أبريل ، ولكن منذ ذلك الحين أثرت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين ومخاوف الركود على أسعار النفط، التي تراجعت بنسبة 11% في أيار/مايو.
ولم يؤد هذا الإجراء في الواقع إلى رفع الأسعار في سوق يعاني كسادا بسبب المخاوف من ركود اقتصادي عالمي ورفع أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية الكبرى والانتعاش البطيء للطلب في الصين مع انتهاء قيود مكافحة كوفيد.
وبلغ سعر برميل برنت نفط لبحر الشمال المرجعي للخام في أوروبا 76 دولارا للبرميل، بينما يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 71 دولارا، بعيدا عن الذروة المسجلة في آذار/مارس 2022 في بداية النزاع في أوكرانيا وبلغت حوالى 140 دولارا.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)