برلين: يجب مكافحة جذور القرصنة لتأمين الملاحة البحرية
٢٥ أكتوبر ٢٠١٠ما كاد فصل الأمطار الموسمية والأمواج العاتية ينتهي قبالة سواحل شرق إفريقيا حتى ضرب قراصنة صوماليون ضربتهم الجديدة في نهاية الأسبوع وأسروا حسب وكالات الأخبار سفينتين، إحداهما لنقل الغاز السائل اسمها "يورك" يقودها قبطان ألماني وكانت في طريقها من مرفأ كينيا إلى جزر السيشيل ومعه 16 بحارا من الفيليبين وأوكرانيا. وتمكن القبطان من إرسال نداء استغاثة قبل أن ينقطع الاتصال معه، لكن قيادة "أتالانتا" الأوروبية، التي تشرف على المنطقة البحرية قبالة القرن الإفريقي، تابعت على الرادار موقع السفينة، معلنة أن القراصنة قد حولوا وجهة السفينة باتجاه الصومال.
وصوّرت مروحية أرسلتها سفينة حربية تركية، مشاركة في مهمة "أتالانتا" الدولية، القراصنة على متن السفينة وهم يحملون أسلحة ثقيلة. وفي غضون ذلك تمكن القبطان من الاتصال بشركته البحرية في اليونان، التي أكدت على لسان متحدثها، أن جميع البحارة بخير.
برلين لم تؤكد بعد خطف سفينة ألمانية
وفيما ذكرت معلومات صحافية أن الباخرة الثانية المخطوفة تابعة لشركة بحرية ألمانية في بريمن، رفضت وزارة الخارجية الألمانية تأكيد النبأ ردا على سؤال ل "دويتشه فيلّه". وقال المتحدث باسمها، أندرياس بيشكه، إن هيئة الطوارئ في الوزارة لا تزال في مرحلة تحديد الهوية والتأكد من الأمر. وذكرت الأخبار أن السفينة الثانية، التي تحمل اسم "بيلوغا فورتون"، قد تم اختطافها من على بعد 1200 ميل بحري من الشاطئ وعلى متنها بحارين ألمانيين.
وكان قراصنة صوماليون قبل سنتين قد خطفوا باخرة للشركة ذاتها وأفرجوا عنها بعد ثلاثة أسابيع إثر دفع فدية قدّرت بملايين اليورو. وأظهرت العمليتان الجديدتان توفّر مهنية عالية لدى القراصنة، خاصة وأن قسما منهم لم يعد ينطلق إلى البحر في قوارب صيد عادية، بل في قوارب سريعة حديثة تعتمد على نظام "جي بي سي"، الذي يُمكِّنهم من الالتفاف بسرعة على دوريات السفن الحربية التابعة للتحالف الدولي "أتالانتا".
"لا أحد قادر على ربح المعركة"
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، النقيب كريستيان دينست، ردا على سؤال ل "دويتشه فيلّه" إن من الصحيح أن كبر حجم المنطقة البحرية من القرن الإفريقي إلى المحيط الهندي" يشكل تحديا سواء للسفن الحربية العاملة في مهمة "أتالانتا" أو للقراصنة، الذين يتمكنون من تنفيذ عمليات خطف سفن وجرّها إلى قواعدهم في الصومال، إلا أنه يتوجّب التذكير دائما بأن المهمة الأساسية للسفن الحربية الدولية هي تأمين الحماية للطرق، التي تسلكها السفن المُحمّلة بالمواد الغذائية المرسلة من الأمم المتحدة إلى سكان الصومال".
وعلى الرغم من أن المتحدث باسم وزارة الدفاع قد أشار إلى أن مكافحة القرصنة هي مهمة إضافية للسفن الحربية البالغ عددها نحو ثلاثين سفينة، إلاّ أنه اعترف بأن القراصنة يحدّثون وسائلهم، مستخدمين في ذلك جزءا من الفديات، التي يحصلون عليها. كما يستخدمون تكتيكات مختلفة ويستفيدون من أخطائهم. غير أن دينست لفت أيضا إلى أن جزءا كبيرا من الوسائل المستخدمة في القرصنة قديمة. وأنهى بالقول: "لا أعتقد أن أحدا قادر على ربح المعركة هناك".
"ضرورة مكافحة جذور القرصنة للقضاء عليها"
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أندرياس بيشكه، إن وزارته تنظر بقلق إلى مسألة توسيع القراصنة لمنطقة عملياتهم البحرية نحو الشرق، ما يفرض على السفن الحربية القيام بالأمر ذاته. وذكّر بأن "أتالانتا" ضمنت الطرق التجارية البحرية وأمّنت مرور العديد من السفن دون خوف أو مضايقات، إضافة إلى مهمة تأمين الغذاء للشعب الصومالي. وتابع: "ولكن عندما يتم خطف سفينة تعود الأنظار لتركّز على الأمر لأن المرء يسجل الحالات السلبية ولا يفعل ذلك مع الحاجات الإيجابية".
وتابع بيشكه أنه لو كان الوضع في المنطقة البحرية سيء على الصعيد الأمني إلى هذا الحدّ لما أرسل أحد سفنه من هناك إلى أوروبا وألمانيا. وقال أيضا إن ألمانيا تشارك حاليا في الأسطول الدولي بفرقاطة واحدة هي "كولن" وبسفينة النقل "رون".
وأوجز بيشكه المشكلة بالقول إن الجميع متفق على أن المرء غير قادر على مكافحة القرصنة دون مكافحة جذورها، مشددا بالقول: "لذا فإن الهدف الأساس لألمانيا وشركائها هو المساعدة على إعادة الوضع في الصومال إلى طبيعته وتقوية حكومته الضعيفة وزيادة هيبتها".
أتييه دينكهانز / اسكندر الديك
مراجعة: شمس العياري